اقترب موعد انطلاقة نهائىات كأس الامم الآسيوية الثانية عشرة لكرة القدم، وغداً يحتفل ملعب المدينة الرياضية في بيروت ببدء فاعليات هذا الحدث القاري المهم. وكالعادة بدأت الترشيحات والتكهنات تخيم بقوة على الاجواء المحيطة بموقع الحدث، واجمع المتحدثون على ان المنافسة ستكون حامية بين 5 او 6 منتخبات على الاقل. اكد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ احمد الفهد، ان المنتخبات العربية المشاركة ستساهم الى جانب اللبنانيين في انجاح عملية التنظيم "فالنجاح هو نجاح عربي بالدرجة الاولى، ولا خوف على البطولة من الفشل". وقال احمد الفهد: "نستطيع ان نفتخر اليوم كعرب أن لبنان ازال بصموده وارادته الصلبة كلمة المستحيل من قاموسه، ونجح في استضافة البطولة بعدما كان هناك كثير من المشككين والمراهنين على انه غير قادر على توفير الجهوزية المناسبة. واننا نعتبر انفسنا من ضمن اللجنة المنظمة وسنكون حريصين على نجاح البطولة". وعن فرص المنتخب الكويتي في المنافسة قال احمد الفهد: "علينا ان ننتظر نتائج الدور الاول لنقوّم مستويات المنتخبات الاخرى تمهيداً لتحديد الحظوظ الفعلية للمنتخب الكويتي. وعموماً استعد المنتخب جيداً، وثقتنا كبيرة بلاعبينا الذين سيبذلون قصارى جهدهم لتحقيق افضل النتائج. اما العقبة الوحيدة فتتمثل في عدم الانسجام بين اللاعبين الذين شاركوا في دورة سيدني الاولمبية الاخيرة، وباقي لاعبي المنتخب الاول، وهم كانوا في حاجة الى فترة زمنية اطول من اجل ايجاد مزيد من التجانس في ما بينهم". واوضح ان منتخب بلاده سيلعب بجدية كبيرة امام اي خصم يواجهه: "باعتباره الوسيلة الوحيدة لتعزيز حظوظه في احراز اللقب". وكان احمد الفهد وصل بداية الاسبوع الحالي على رأس وفد المنتخب الكويتي من الامارات بعد مشاركته في الدورة الرباعية الدولية الودية، وبدأ تدريباته امس استعداداً لخوض مباراته الاولى بعد غد امام اندونيسيا. من جهته، قال هداف المنتخب الكويتي بشار عبدالله: "ان لاعبي منتخب بلاده يتطلعون الى تحقيق طموح شعبهم في احراز الكأس، على رغم اننا واجهنا مشكلات كثيرة خلال الاستعدادات، ولم يكن مستوانا جيداً في دورة الامارات الودية. وعموماً ارشح المنتخب اللبناني للمنافسة على اللقب ايضاً بعد التطور الكبير الذي حققه عبر معسكراته الخارجية ونتائجه اللافتة فيها، كما يوجد لاعبون مميزون كثيرون في صفوفه". ثقة عراقية وبدوره اعلن رئيس وفد منتخب العراق وليد ناصر ثقته في قدرة منتخب بلاده على تقديم عروض قوية على رغم الفترة القصيرة التي تسلم فيها المدرب اليوغوسلافي ميلان زيفادينوفيتش مهمة الاشراف عليه، واقتصار التحضير على المشاركة في دورة شنغهايالصينية وتنظيم معسكر لمدة شهر في يوغوسلافيا. وكان العراق فاز في دورة شنغهاي الدولية الرباعية على اوزبكستان بهدفين نظيفين لهشام محمد وعصام حمد، وخسر امام الصين 2-4 علماً ان هدفيه سجلهما قحطان جثير وهشام محمد مقابل وحل ثانياً خلف الصين. وخاض المنتخب العراقي مباراتين في معسكره مع فريقين محليين في يوغوسلافيا، ففاز في واحدة وتعادل في اخرى. وذكر ناصر ان زيفادينوفيتش 57 عاماً يعتبر مكسباً للكرة العراقية: "ويكفي أنه قاد المنتخب اليوغوسلافي الى نهائيات كأس الامم الاوروبية في هولندا وبلجيكا قبل ان يتخلى عن منصبه، وكان مدرباً للنصر السعودي عندما شارك الاخير في بطولة العالم الاولى للاندية في البرازيل". واضاف: "ان زيفادينوفيتش لا يستهين باحد وواثق من قدرة لاعبي العراق على اجتياز العقبات في النهائيات والتي يمكن ان تكون الخطوة الاولى في طريق استعادة الكرة العراقية لامجادها عربياً وخليجياً وآسيوياً في المستقبل". وقسم ناصر المنتخبات ال12 المشاركة في البطولة الى ثلاثة مستويات، ضم المستوى الاول باعتقاده العراقوايران والسعودية واليابان وكوريا الجنوبية، والثاني الكويت ولبنانوالصين، والثالث قطر واوزبكستان واندونيسيا وتايلند. واشار ناصر الى الصعوبات التي تواجه تطور الكرة العراقية في قلة الاحتكاك بالمنتخبات القوية اقليمياً ودولياً داخل العراق وخارجه بسبب الحصار المفروض على العراق. اما قائد المنتخب العراقي حمزة هادي فاوضح ان مباراة منتخب بلاده وتايلاند غداً لن تكون سهلة: "فالتحسن بدا واضحاً على اداء التايلانديين خلال مشاركتهم الاخيرة في دورة شنغهايالصينية، وهم ليسوا الحلقة الاضعف بالتأكيد، من هنا علينا بذل اقصى الجهود لنكسب النقاط الثلاث". وبدوره ابدى مدرب المنتخب الصيني بورا ميلوتينوفيتش تفاؤله من امكان منافسة منتخبه على اللقب، واعتبر منتخب كوريا الجنوبية خصمه الاكبر والاكثر خطورة في المجموعة الثانية : "كونه يلعب باسلوب مختلف على الصعيد التكتيكي، كما ان لاعبيه اكثر خبرة". اندونيسيا جاهزة واكد مدرب منتخب اندونيسيا ناندو اسكندر جهوزية منتخبه على الصعيدين البدني والنفسي: "ونحن نرغب في اثبات ان منتخبنا بات مؤهلاً لاحتلال مركز متقدم في نهائيات هذه البطولة، بعدما تخطينا عقبات التصفيات للمرة الثانية على التوالي". واضاف اسكندر: "نتوقع مواجهة صعوبات كبيرة امام المنتخبين الكوري الجنوبي والكويتي خصوصاً، اذ نعلم جيداً انهما يمتلكان مواهب فردية كثيرة تلعب باسلوب جماعي منظم وفاعل، لكننا لن نتخاذل في مواجهتهما بالاسلحة المتوافرة لدينا كافة ، والتي نؤكد انه لا يمكن التقليل من قيمتها". وكان المنتخب الاندونيسي انتظم في معسكر تدريبي لفترة اسبوعين في هولندا قبل قدومه الي لبنان، ما يؤكد استعداده الجيد في المجالات كافة، كما اوضح عضو الجهاز الفني بامبانغ بامونغاس. كوريا الى النهائي اما قائد المنتخب الكوري الجنوبي هونغ هيونغ فاعلن ان التشكيلة الحالية لمنتخب بلاده قادرة على قيادته الى النهائي في حال عدم حدوث مفاجآت كبيرة: "وهو امر غير متوقع انطلاقاً من الصلابة التي تميز خطوطنا كافة والمجبولة بالروح المعنوية العالية، خصوصاً ان هذا الاستحقاق هو المحطة الابرز قبل مباشرة الاستعداد الجدي لاستضافة نهائيات المونديال المقبل على ارضنا بالتعاون مع اليابان". وقلل هيونغ من التأثيرات السلبية للنتائج السيئة التي حققها المنتخب في دورة العاب سيدني الاولمبية الاخيرة على المشاركة الحالية: "فهدف المنتخب في هذه البطولة يختلف عنه في الدورة الاولمبية، وبالتالي استعداداته". فيلابان بدوره رأى امين عام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بيتر فيلابان ان منتخبات الكويت وكوريا الجنوبية واليابان هي الاكثر جهوزية للمنافسة على اللقب، بسبب مشاركتها السابقة في دورة الالعاب الاولمبية الشهر الماضي في سيدني". وقال فيلابان: "ان عروض الكويت واليابان وكوريا الجنوبية الجيدة واللافتة في سيدني تعزز حظوظها في هذه البطولة، علماً ان خروجها المبكر من الدورة وعدم تأهلها الى الدور ربع النهائي لا يشكلان معياراً للحكم عليها بعدما اوقعتها القرعة في مجموعات قوية". وتوقع فيلابان ان يكون المستوى الفني للبطولة اكثر ارتفاعاً عنه في البطولات السابقة بسبب التطور والاستعدادات المكثفة والمعسكرات الطويلة والاحتكاك المستمر لمعظم المنتخبات التي استعان بعضها بلاعبين محترفين في البطولات الاوروبية البارزة: "ويعزز ذلك بالتأكيد فرصة حصول مفاجآت كثيرة وربما كثيرة، من هنا ضرورة عدم الاستخفاف بالمنتخبات غير المرشحة كتايلند واندونيسياوقطر واوزبكستان ولبنان، واتوقع للمنتخب الاخير تحديداً ان يلعب دوراً بارزاً في تحديد النتائج، خصوصاً بعد انضمام ستة لاعبين من اصل لبناني الى صفوفه". ورشح فيلابان ايرانوالعراقولبنان لبلوغ الدور ربع النهائي عن المجموعة الاولى، وكوريا الجنوبية والكويت والصين عن الثانية، والسعودية واليابان عن الثالثة. من جهة اخرى، أكد فيلابان أن العلاقات بين الاتحادين الآسيوي والافريقي لا تزال فاترة بعد التطورات التي رافقت عملية اختيار دولة المانيا على حساب جنوب افريقيا من اجل استضافة نهائيات مونديال 2006، لكنه اشار الى ان الخلافات بين الاتحادين ستحل في القريب العاجل.