قبل ساعات قليلة من خوض منتخب لبنان اولى مبارياته، ووسط الآمال التي يعلقها الكل على بلوغه مرحلة متقدمة فيها، على رغم مشاركته الاولى التي جاءت نتيجة الاستضافة بالدرجة الاولى. سلّط يوسف برجاوي مدير المنتخبات الوطنية ل"الحياة" الضوء على مجمل مراحل الاستعداد الطويل التي اجتازها المنتخب، ونظر الى احوال المنافسة بواقعية فنية من منطلق ما هو متوافر على صعيد الفنيات والخبرات. واوضح برجاوي ان خطة الاعداد التي تصاعدت وتيرتها في ايار مايو الماضي "كانت طويلة ومرهقة وتخللتها بعض الارباكات، فحين حضر المدرب جوزيب سكوبلار الى لبنان لم يكن يملك الصورة الجلية عن اللاعبين كلهم. وحضر مباريات الدوري خلال فترة قصيرة، ووضع يده على ابرز اللاعبين المميزين عموماً والذين شاركوا في صفوف المنتخب لاحقاً، وبناء عليه وضع اختياراته الخاصة... اما الارباكات فمردّها الاساسي الى تجربة عدد كبير من اللاعبين المغتربين 12 لاعباً، ما سبب ايضاً احباطاً عند عدد من اللاعبين المحليين، وتوصلنا لاحقاً الى معالجة المشكلات النفسية الناجمة عن ذلك، حيث اكدنا ان اثبات الوجود ميدانياً كفيل وحده بتقوية أسهم اي منهم، في البداية لم يتقبل الجميع ذلك فاللاعب الاساسي عندما يجد نفسه فجأة على مقاعد الاحتياط يصاب باحباط. الى ان استقر الامر في معسكر المانيا في آب اغسطس الماضي، اذ بلغ المنتخب مستوى فنياً مقبولاً جداً. واستقر سكوبلار على التشكيلة النهائية في معسكر قبرص الاخير". اما على الصعيد الفني وما ينتظر اصحاب الارض من صعوبات، ولفت برجاوي الى ان العاطفة شيء والواقع شيء آخر "اللبنانيون جميعهم وانا منهم نتطلع الى احراز اللقب، لكن صراحة اين نحن من منتخب ايران الكبير الذي يضم مجموعة من المحترفين في اوروبا... احرز كأس آسيا ثلاث مرات، وبلغ نهائيات كأس العالم مرتين، وشارك اولمبياً. كما ان خبرة عناصرنا متدنية جداً قياساً الى خبرة الايرانيين في المسابقات الكبيرة... لكن نتميز بأننا سنلعب على ارضنا وأمام جمهورنا خصوصاً ان للافتتاح وقعاً ونكهة خاصان، ويتميز لاعبونا بالروح القتالية. قد يكون المنتخب الايراني مستهتراً بنا بعض الشيء، ولا يعير للضغط الجماهيري اهمية كونه معتاداً ان يلعب امام اكثر من 100 ألف متفرج... ويبقى هناك الامل قائماً بأن نحقق نتيجة جيدة تمهّد لخوض المباراتين المقبلتين امام العراق وتايلاند". واعتبر برجاوي ان المنتخب العراقي اضعف فنياً من نظيره الايراني "وسبق ان واجهناه في حزيران يونيو الفائت في بطولة غرب آسيا في الاردن. اللاعبون انفسهم، وبينهم مجموعة تلعب في الدوري اللبناني مع الاندية المحلية، يعرفهم لاعبونا جيداً، من هنا ارى ان اللقاء سيكون متكافئاً، والحسابات ستختلف عما هي عليه مع ايران. اما المنتخب التايلندي "فقد التقيناه في بانكوك في الدورة الآسيوية، وكنا افضل منه فنياً، خسرنا بضربة حظ صفر-1، التشكيلة لم تتغير... وفي المستوى الفني العام نحن افضل من تايلند، ومتقاربون مع العراق، واضعف من ايران". واوضح برجاوي ان سكوبلار اوجد في المنتخب الروح الهجومية التي تميز بها مهاجمونا "وبتنا نشاهد أهدافاً لبنانية في المباريات كلها، وهي ميزة في حد ذاتها... ويعوّل عليها الكثير، ولاعبونا قد يحققون المفاجأة امام إيران، وهم لم يظهروا بعد بمستواهم الفني الحقيقي، قدموا المطلوب منهم تكتيكياً، لذا أراحهم سكوبلار في عدد من المباريات التجريبية ليستغل ما يملكونه حين تدعو الحاجة الى صنع الفرص والوصول الى مرمى المنافسين. وسيسببون ازعاجاً كبيراً من دون شك للمنتخبات كلها". مجموعة المستقبل وبرجاوي متفائل بالمستقبل، فالتشكيلة اللبنانية تضم 16 لاعباً تتراوح أعمارهم ما بين 20 و21 عاماً، هم المرتجى والأمل، حتى أن سكوبلار نفسه أوضح حين وقعنا العقد معه، ان هؤلاء اللاعبين هم مكسب للكرة اللبنانية. العمل طويل، فهذه انكلترا أحرزت كأس العالم 1966، ولم تحقق بعدها أي لقب في أي من الفئات. ولا شيء يبنى بكبسة زر. نحن مرتاحون بالدرجة الأولى لأن كأس آسيا أفرزت لنا شبكة ملاعب، استادات كبيرة دولية والملاعب الأخرى، ما سيساعد على تأسيس مدارس كروية، وفي غضون سنوات قليلة مقبلة يمكن التحدث عن منتخب لبناني قوي. الاعداد وحول عدم خوض منتخب لبنان مباريات إعدادية كافية أمام منتخبات قوية، قال برجاوي "إذا كان الأمر يعتبر ثغرة أساسية في برنامج الإعداد، فإن ذلك أدى الى تفادي إصابات اضافية في صفوف اللاعبين، ولا ننسى أن 7 لاعبين عانوا الإصابات خلال المعسكرات وابتعدوا قسرياً لفترة. ولعل السبب الرئيسي في استبعاد زاهر العنداري هو الإصابة التي تعرّض لها وتراجع مستوى موسى حجيج للسبب ذاته، كما غاب فارتان ولا يزال يستعيد مستواه المعهود تدريجياً. وربما المباريات القوية أوقعتنا في شرك إصابات إضافية مزعجة". واضاف: "نحن الآن على يقين أن اللاعبين بلغوا مستوى عالياً من اللياقة البدنية، وخبرة المغتربين ممتازة، والمهم أن التشكيلة الحالية خالية من الإصابات والحمد لله.