أقال الاتحاد السعودي لكرة القدم التشيخي ميلان ما تشالا مدرب المنتخب من منصبه، وعين مساعده ناصر الجوهر بدلا منه. وكان المنتخب السعودي تعرض لخسارة قاسية امام اليابان 1 - 4 في مستهل حملة دفاعه عن اللقب الآسيوي في نهائيات كأس الأمم الآسيوية المقامة حالياً في لبنان. قرر الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئىس العام للرئاسة العامة للشباب والرياضة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم اقالة المدرب التشيخي ميلان ماتشالا بعد الخسارة الكبيرة التي مُني بها منتخب السعودية امام اليابان في الجولة الاولى من المجموعة الثالثة من بطولة كأس الامم الآسيوية المقامة حالياً في لبنان. وكان المنتخب السعودي خسر امام اليابان 1-4 في بداية حملة دفاعه عن لقبه الآسيوي. وكلّف الأمير سلطان بن فهد المدرب الوطني ناصر الجوهر لتولي المهمة. وأوضح ان القرار يأتي حرصاً على تهيئة أفضل الظروف الفنية للمنتخب بما يعكس المستوى الحقيقي للكرة السعودية، متمنياً لجوهر وللجهاز الفني المعاون واللاعبين التوفيق وتحقيق الآمال المعقودة عليهم. من جانبه، أكدّ منصور الخضيري مدير عام الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ل"الحياة" ان بيان الاتحاد واضح جداً، وهو حريص على ان يظهر المنتخب بالمظهر الحقيقي بصفته بطلاً للقارة. وأوضح الخضيري ان الخسارة امام اليابان ما هي الا كبوة جواد، وان المنتخب مستعد تماماً لتعويض ما فاته. وكان ماتشالا اوضح غير مرة ان هدفه دفع دماء جديدة في صفوف المنتخب "احتاج الى الدعم من الجميع، من العاملين في مجال اللعبة ومن المشجعين. وليس من السهل استبدال لاعبين ناجحين امثال خالد مسعد ويوسف الثنيان، لكن يجب علينا ان نفكر في المرحلة المقبلة، وان كان ذلك صعباً من الناحيتين الجسدية والمعنوية لأننا نتعرض لضغط من الجهات كلها". وعقب المباراة مع اليابان، بدا ماتشالا منفعلاً وهو يوجه كلامه الى الاعلاميين السعوديين وعدد من الاداريين "يجب الاقتناع والاعتراف بأن اليابانيين افضل كثيراً في كل شيء، اداؤهم سريع ومهاراتهم عالية وخططهم محكّمة". وعقب قرار الاقالة، لم ينطق المدرب التشيخي الحديث سوى بكلمتين "لا تعليق". وكان ماتشالا تولى تدريب منتخب السعودية في شباط فبراير عام 1999 بفضل السجل الحافل الذي يملكه في القارة الآسيوية ودرايته بمنتخباتها كافة والنجاحات الكثيرة التي حققها مع المنتخب الكويتي خليجياً وآسيوياً. وشكل تعيينه مفاجأة للنقاد الكرويين السعوديين اذ توقعوا ان يتولى المهمة مدرب ذو سجل اكثر اهمية على الصعيد الدولي كما فعل الاتحاد السعودي سابقاً عندما تعاقد مع الهولندي الشهير ليو بينهاكر ثم البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا الذي قاد منتخب بلاده الى احراز اللقب العالمي للمرة الرابعة في تاريخه عام 1994 في الولاياتالمتحدة. وسبق لبيريرا ان اشرف على المنتخب السعودي وتمت اقالته في نهائيات كأس العالم في فرنسا عام 1998 بعد الخسارة الثقيلة امام اصحاب الارض صفر-4 والدنمارك صفر-1، واكمل المهمة حينها المحلي محمد الخراشي. ويمكن اعتبار ماتشالا 50 عاماً من انجح المدربين في القارة الآسيوية وتحديداً في منطقة الخليج، وهو قاد المنتخب الكويتي الى احراز لقب كأس الخليج مرتين متتاليتين عامي 1996 و1998. وكانت بداية ماتشالا في الكويت مع نادي كاظمة، وحقق معه نتائج ممتازة ابرزها احرازه بطولة اندية مجلس التعاون الخليجي عام 1994 في مدينة العين الاماراتية، فطلب منه الاتحاد الكويتي الاشراف على المنتخب، وحقق معه نجاحاً لافتاً. ففضلاً عن لقبي كأس الخليج، قاده الى المركز الرابع في كأس آسيا الحادية عشرة عام 1996 في الامارات، ثم الى المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم ضمن دورة الالعاب الآسيوية عام 1998 في بانكوك قبل ان يخسر امام ايران. كما ان ماتشالا قاد منتخب الامارات على سبيل الاعارة عام 1997 في بطولة القارات التي اقيمت في الرياض. وازاء هذا الرصيد، تعاقد الاتحاد السعودي مع ماتشالا لمدة سنتين، وقدر راتبه الشهري بنحو 30 الف دولار، وكانت مهمته الرسمية الاولى معه في بطولة القارات الاخيرة التي اقيمت في المكسيك، ثم الكأس الافرو-آسيوية التي خسرها لمصلحة جنوب افريقيا. وفور توليه المهمة، اعلن ماتشالا ان هدفه "بناء منتخب عصري ينافس بقوة في البطولات التي يشارك فيها". وواجه ماتشالا انتقادات شديدة في البداية خصوصاً عندما استبعد اكثر من نجم مميز في الملاعب السعودية عن التشكيلة، في مقدمهم سامي الجابر ويوسف الثنيان وخالد مسعد وغيرهم. ثقة وتقدير وأمس، تدرّب الاخضر على ملعب الصفاء بقيادة الجوهر الذي اعتبر ان تكليفه بهذه المهمة شرف عظيم ومسؤولية كبيرة في آن، معرباً عن امله بالتوفيق فيها "أتمنى ان اكون على قدر الثقة التي منحني اياها المسؤولون عن الرياضة في بلدي وعلى رأسهم الامير سلطان بن فهد، وسنعمل جميعاً على تجاوز ما حصل واعادة الكرة السعودية الى طريقها الصحيح". واضاف الجوهر ان من "ايجابيات" الخسارة الثقيلة انها حصلت في اولى مبارياتنا، ما منحنا الوقت والفرصة للاصلاح "البطولة لا تزال في بدايتها، وتدارك الاخطاء وتصحيح المسار والسعي الجاد وراء الاحتفاظ باللقب كلها أمور لا يزال تحقيقها ممكناً، والمهم ان معنويات اللاعبين مرتفعة ولم تتأثر سلباً ولديهم قناعة تامة ان ما حدث ما هو الا كبوة جواد جامح قادر على تخطي كل العقبات التي تواجهه". من جانبه، اعرب حارس المرمى محمد الدعيع عن ثقته وثقة جميع زملائه في الجوهر "هو مدرب قدير وفاهم، ويعلم تماماً ما نحتاج اليه. نثق فيه كل الثقة، وسنلتف حوله وسنبذل قصارى جهودنا من اجل تجاوز الأزمة العابرة والتشديد على اعادة البسمة الى شفاة الكرة السعودية وتثبيت ريادتها آسيوياً. واوضح الدعيع ان الاهداف الاربعة التي تلقتها شباكه امام اليابان لا تقلل من ثقته بقدراته ولا تقلل من مكانته، مشيراً الى ان مثل الامور تحصل كثيراً في مختلف ارجاء المعمورة "والمهم ان نكون عند حسن الظن في المباريات المقبلة، خصوصاً في ظل الانسجام والتجانس وحال التفاؤل التي تخيم حالياً على اللاعبين". وقال سامي الجابر ان خسارة مباراة لا تعني نهاية المشوار "وسنفوز في المباراتين المقبلتين. الفرصة لا تزال كبيرة امامنا، والفشل يعني اننا لسنا جديرين بحمل اللقب. نحن نتحضر للفوز ونهيئ انفسنا لأي وضع سواء كان إقالة مدرب او ابعاد لاعب، فهذا امر طبيعي في كرة القدم، ونحن لا نتأثر بمثل هذه الاجراءات". اما عبدالله سليمان فأعرب عن اعتقاده ان "القرار اتخذ بعد دراسة، وذلك من اجل إكمال المسيرة بشكل جيد حفاظاً على سمعتنا كأبطال آسيا. والوضع لا يؤثر فينا كلاعبين، لأن المطلوب منا تأدية واجبنا داخل الملعب بغض النظر عما اذا كان المدرب ميلان ماتشالا او غيره. وسنقوم بواجبنا، المسؤولية الآن مضاعفة ولا مجال للخطأ. والمطلوب من اللاعبين دور اكبر من السابق والخسارة لا تعني ابداً نهاية المشوار". استياء اعلامي وكانت الصحف السعودية ابدت استياءها الشديد من الخسارة القاسية التي تلقاها المنتخب في اولى مبارياته في لبنان. وقالت جريدة "اليوم": "ماتشالا يتفرج على خسارة الاخضر"، واضافت "دفاع متفكك ووسط مهزوز وهجوم ضائع". ولخصت "الرياضية" المباراة بعنوان "بطل آسيا انكشف وبان باربعة تاريخية لليابان". واشارت "الرياضية" الى ان "هجوم اليابان يفكك دفاعات الاخضر ويهزمه بأكبر نتيجة آسيوية منذ عام 1984". وذكرت "عكاظ": "هزيمة ثقيلة لمنتخبنا بأربعة من اليابان" واضافت "فضيحة، اليابان تفعل ما تريد بمنتخبنا وتكتفي بأربعة اهداف". وتابعت "فوضى تكتيكية وراء الخسارة" مشيرة الى ان "ماتشالا يهزم المنتخب السعودي بأربعة".