كان احلى ما في عام 1999، يوم خرجت جماهير الكرة السعودية تعبر عن فرحتها بالفوز التاريخي الذي حققه منتخبها على نظيره المصري 5-1 في تموز يوليو الماضي في بطولة القارات في المكسيك، واحتفل بعضهم على طريقته الخاصة بذبح الأغنام ونحر الإبل إلا ان المدرب التشيخي ميلان ماتشالا اخذته الشفقة بحال الذبائح فقرر أن يوقف انتصارات المنتخب حتى نهاية العام. ولم يتبادر الى ذهن ماتشالا حينها ان الجماهير احتفلت بالفوز الرسمي الوحيد لمنتخبها في العام الاخير من القرن العشرين، وهى تبدو غير نادمة على رحيل العام لأن منتخب ماتشالا لم يترك ذكرى طيبة سوى الفوز على المصريين. وشهدت السنة الأولى للمنتخب مع مدربه الجديد تراجعاً لم يتعوده الشارع الرياضي منذ سنوات طوال، ولم يتمكن المنتخب الاقوى في آسيا من تحقيق الفوز إلا مرة واحدة في سبع مباريات رسمية لعبها خلال العام ما يعني ان ماتشالا قاده الى أسوأ موسم منذ عام 1976. وبرغم أن ماتشالا لم يقدم الكثير للسعوديين في سنته الأولى معهم الا انه ذكرهم بعدم مطالبته بنتائج متميزة في بداية مشواره مع المنتخب... وان بناء منتخب جديد يحتاج الى فترة كافية. ويرى أنصار ماتشالا أن المنتخب الجديد حقق خلال عام 99 تقدماً لم يتوقعه احد قياساً على اعمار اللاعبين وخبراتهم المحدودة، واعتبروا ان التأهل الى الدور نصف النهائي من بطولة القارات على حساب بوليفيا ومصر إنجازاً يحسب للمدرب... وأن خسارة الكأس الافروآسيوية أمام جنوب افريقيا لا تُنقص من مجهودات المدرب الذي لم يسدد ركلة الجزاء التي اطاح بها سامي الجابر خارج المرمى في مباراة الاياب واضاع معها الكأس. وطالب هؤلاء بضرورة منح المدرب التشيخي الوقت الكافي لبناء المنتخب الجديد والوقوف الى جانبه في المراحل الأولى من مهمته. وحذروا من تشديد الانتقادات ضده قبل ان يأخذ فرصته كاملة، وأشاروا الى ان قدرات ماتشالا في التخطيط الجيد لبناء فريق شاب جيدة ولا تنقصه القدرة اوالخبرة واستشهدوا بتجربته السابقة مع منتخب الكويت وتمكنه من بناء فريق قوي اصبح ينافس بقوة على البطولات الخليجية والآسيوية. وامتدحوا توجه ماتشالا الى منح الشباب فرصة إثبات وجودهم وجدارتهم، ما افرز لاعبين مميزين على غرار مرزوق العتيبي وخالد قهوجي ومحمد نور. أما معارضو ماتشالا فإنهم لا يجدونه مناسباً لقيادة "الاخضر" ويرون ان قدراته التدريبية لا يمكن ان تلبي طموحات اللاعبين السعوديين، واعتبروا ان فوزه بكأس الخليج مرتين مع منتخب الكويت لا يعطيه الافضلية لتولى شؤون الكرة السعودية من الناحية الفنية على اعتبار ان طموحاتها تتجاوز الحصول على لقب "صغير"، وان آمالها تخطت ذلك بالحصول على كأس الامم الآسيوية والتأهل الى نهائىات كأس العالم مرتين متتاليتين وهو ما لم يتمكن ماتشالا من تحقيقه مع منتخب الكويت. ويرى المنتقدون ايضاًَ ان المدرب التشيخي مسؤول عن "تلويث" سجل الكرة السعودية بالخسارة امام المكسيك 1-5 والبرازيل 2-8 في بطولة القارات الاخيرة خصوصاً وان المنتخب لم يخسر بمثل هذه النتيجة امام منتخب البرازيل الذي قاده روماريو ورونالدو وبيبتو في بطولة القارات عام 98، ونجح العويران ورفاقه حينها في إحراج نجوم "السامبا" قبل أن يتسبب طرد المدافع عبدالله سليمان في ولوج الاهداف الثلاثة التي خسر بها المنتخب السعودي اللقاء. وطالبوا المسؤولين عن المنتخب بضرورة ترتيب مباريات تجريبية للمنتخب والمشاركة في بطولات ودية كبطولة الصداقة التي دُعي اليها المنتخب للمشاركة فيها في المغرب الصيف المقبل، وذلك بهدف الوقوف على حال الفريق ومقدار التطور الذي حققه ماتشالا قبل المغامرة بالدخول في منافسات كأس الامم الآسيوية في لبنان نهاية العام 2000. وتولى ماتشالا مهمته مع المنتخب بداية العام الحالي بعد ان كان مدرباً للكويت منذ عام 96، واشرف على السعودية في بطولتي القارات في المكسيك والكأس الافروآسيوية التي اقيمت ذهاباً واياباً في جوهانسبورغوالرياض. ومعه فاز السعوديون رسمياً في مباراة واحدة وتعادلوا في اثنتين وخسروا 4 مرات... وسجلوا 8 اهداف في حين اهتزت شباكهم 17 مرة، وودياً لعبوا 9 مباريات فازوا في 5 وتعادلوا في واحدة وخسروا 3 لقاءات. المباريات الرسمية - السعودية × المكسيك 1-5 كأس القارات - المكسيك. - السعودية × بوليفيا صفر - صفر كأس القارات - المكسيك. - السعودية × مصر 5 - 1 كأس القارات - المكسيك. - السعودية × البرازيل 2 - 8 كأس القارات - المكسيك. - السعودية × الولاياتالمتحدة صفر - 2 كأس القارات - المكسيك. - جنوب افريقيا × السعودية 1-صفر الكأس الافرو-آسيوية - جوهانسبرغ. - السعودية × جنوب افريقيا صفر - صفر الكأس الافرو-آسيوية - الرياض. المباريات الودية - السعودية × الاردن 2-1 ابها. - السعودية × الاردن 2-صفر ابها - السعودية × ليتوانيا صفر - 1 ابها - السعودية × كندا 2 - صفر الولاياتالمتحدة - السعودية × جامايكا 1-2 الولاياتالمتحدة - السعودية × جامايكا صفر - 4 الولاياتالمتحدة - السعودية × كوستاريكا صفر - 1 الولاياتالمتحدة - زامبيا × السعودية صفر - صفر زامبيا - زامبيا × السعودية 1 - 2 زامبيا وبهذا يكون المنتخب السعودي لعب اجمالاً تحت قيادة ماتشالا 16 مبارة، فاز في 6 وتعادل في 3 وخسر 7 مباريات. سجل 21 هدفاً ودخل مرماه 23 والمحصلة النهائية تشير بالتأكيد الى ان ماتشالا رسب بجدارة في سنة اولى سعودية.