يحمل الهولندي فرانك رايكارد الرقم 43 في تاريخ المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب السعودي لكرة القدم، منذ أن تولى المصري عبد الرحمن فوزي مهمة تدريب «الأخضر» للمرة الأولى في عام 1957، ويبدأ منتخب السعودية مشوراه في التصفيات من الدور الثاني حيث يلتقي هونغ كونغ ذهابا وإيابا الشهر المقبل، وسيضع اتحاد اللعبة السعودي مونديال 2014 هدفا للأخضر في المرحلة المقبلة. وكان رايكارد أقيل من منصبه مدربا لغلطة سراي التركي في أكتوبر من العام الماضي بعد البداية المخيبة التي حققها الفريق في الموسم المنصرم. وكان رايكارد (49 عاما) المتوج مع منتخب بلاده بلقب بطل أوروبا عام 1988 استلم منصبه في الفريق التركي في يونيو 2009 بعقد يمتد لعامين. وسبق للمدرب الهولندي أن أشرف على تدريب برشلونة الإسباني خمسة مواسم بدءا من 2007-2008 وقاد الفريق الكاتالوني إلى لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2006 ولقبين في الدوري المحلي. كما كانت له تجربة مع سبارتا روتردام والمنتخب الهولندي بين عامي 1998 و2000. وكانت مسيرة رايكارد ناجحة كلاعب ومثل أندية أياكس أمستردام الهولندي وريال سرقسطة الإسباني وميلان الإيطالي، وخاض 73 مباراة مع منتخب بلاده سجل فيها 10 أهداف. وأسند الاتحاد السعودي المهمة مؤقتا إلى مدرب المنتخب السعودي للشباب، البرازيلي روجيرو موريس لورنسو، لمدة ثلاثة أشهر سيشرف فيها على «الأخضر» في انطلاق التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل. يذكر أن «الأخضر» مثل عرب آسيا في نهائيات المونديال أربع مرات أعوام 1994 (بلغ الدور الثاني) و1998 و2002 و2006، وسقط في الملحق الآسيوي أمام البحرين في تصفيات النسخة الأخيرة التي أقيمت نهائياتها في جنوب أفريقيا. والمنتخب السعودي من دون مدرب منذ كأس آسيا في الدوحة مطلع العام الحالي، فبعد أن أقال الاتحاد السعودي المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو من منصبه بعد الخسارة المفاجئة أمام سورية 1-2 في الجولة الأولى، أكمل ناصر الجوهر المهمة لكن الوضع لم يتحسن حيث تلقى «الأخضر» خسارتين أخريين أمام الأردن واليابان وخرج من الدور الأول للبطولة التي توج بطلا لها ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996. بلغت موجة تغيير المدربين أوجها في مطلع الثمانينات وحتى الألفية الجديدة، فاستعان الاتحاد السعودي لكرة القدم ب 24 مدربا في 20 عاما، منهم 15 تولوا الإشراف عليه في التسعينات فقط، و11 ابتداء من عام 2000 حتى التعاقد مع رايكارد. ويحمل البرازيليون الرقم القياسي في عدد المدربين بلغ 14 مدربا، أشهرهم ماريو زاغالو وكارلوس البرتو باريرا، في حين أن المدرب السعودي ناصر الجوهر هو الأكثر إشرافا على «الاخضر»، فقد تولى تدريبه في 89 مباراة على خمس مراحل، هذا بخلاف وجوده كمساعد في كثير من الأحيان. واختلفت مبررات الإقالة من خسارة مباراة إلى فقدان بطولة، وإذا كانت بطولات الخليج تعتبر مقصلة المدربين الأولى، فإن تصفيات كأس العالم باتت تشكل الهاجس الأكبر للمسؤولين السعوديين. قص المدرب المصري عبد الرحمن فوزي شريط المدربين عام 1957، ثم كرت السبحة مع التونسي علي الشواش والإنكليزي جورج سكينز والمصريين طه إسماعيل ومحمد صالح الوحش والمجري أشهير فيرينك بوشكاش والإنكليزي بيل ماغراي وروني آلن وديفيد وايد والبرازيليين روبنز مانيللي وماريو زاغالو، والأخير أقيل أثناء دورة الخليج السابعة في مسقط إثر خسارة السعودية أمام العراق صفر 4 ليشرف على المنتخب بعد ذلك السعودي خليل الزياني حتى عام 1986، أعقبه البرازيليون كاستيللو وأوزفالدو وكارلوس جانيتي والأوروغوياني أومار بوراس ثم البرازيلي كارلوس البرتو باريرا. بدأ البرازيلي باولو ماسا مرحلة التسعينيات وتبعه مواطناه كلاوديو غارسيا ونلسينيو والأخير خسر مع المنتخب السعودي ثلاث نهائيات، في الدورة العربية في سورية عام 1992 أمام أصحاب الأرض 2-3، وفي كأس آسيا العاشرة في طوكيو أمام اليابان صفر1-، وفي كأس القارات الأولى في الرياص أمام الأرجنتين 1-3. قاد البرازيلي كندينيو المنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994 في الدوحة وأقيل قبل المباراة الأخيرة أمام إيران، وتولى السعودي محمد الخراشي المهمة وقاده إلى الفوز فيها فبلغ «الأخضر» كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. تعاقد الاتحاد السعودي بعد ذلك مع المدرب الهولندي الشهير ليو بينهاكر لكنه لم يستمر أكثر من شهرين ليحل بدلا منه الأرجنتيني خوسيه سولاري الذي درب المنتخب في نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة 1994 فقاده إلى الدور الثاني لكن مهمته انتهت بعد مباراة السويد التي خسرها المنتخب السعودي 1-3. وقاد الخراشي مرة أخرى منتخب بلاده في دورة الخليج الثانية عشرة في الإمارات عام 1994، ثم جاء الدور على البرازيلي زوماريو فالبرتغالي نيليو فينغادا والذي أحرز مع المنتخب كأس آسيا في الإمارات عام 1996، لكنه أقيل في التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم عام 1998 لتسند المهمة إلى الألماني أوتو بفيستر الذي قاد الأخضر لنهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا. المهمة في نهائيات المونديال تولاها هذه المرة البرازيل كارلوس البرتو باريرا لكنه أقيل بعد الخسارة أمام فرنسا برباعية، فعين الخراشي مرة أخرى وأشرف على المنتخب في مباراة جنوب أفريقيا فقط والتي انتهت بالتعادل 2-2. وفي دورة الخليج الرابعة عشرة في البحرين عام 1998 كان بفيستر جاهزا ليقود المنتخب للمرة الثانية، لكنه ترك المهمة بعد ذلك للتشيكي ميلان ماتشالا الذي تلقى خبر إقالته بعد المباراة الأولى في كأس آسيا 2000 في لبنان إثر الخسارة القاسية أمام اليابان 1-4، ليتولى ناصر الجوهر الإشراف على «الاخضر» للمرة الأولى حيث نجح في قيادته إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام اليابان مجددا صفر1-، علما أن السعودية أهدرت فيها ركلة جزاء عبر حمزة إدريس. واستمر الجوهر في التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس العالم 2002، ثم ترك مكانه للصربي سلوبودان سانتراتش، لكن الأخير لم يستمر طويلا وأقيل بعد الخسارة أمام إيران في الدور الثاني الحاسم من التصفيات ليعود الجوهر مجددا لتولي المهمة وحده فنجح في قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. لكن نجاح الجوهر لم يستمر في المونديال فتعرض المنتخب لثلاث هزائم أمام ألمانيا والكاميرون وجمهورية إيرلندا، والأولى كانت قاسية بثمانية أهداف نظيفة. بعد المونديال، تولى الهولندي جيرارد فاندرليم تدريب المنتخب السعودي واستمر حتى نهائيات كأس آسيا 2004 في الصين التي شهدت خروجه من الدور الأول، فكان الجوهر الخيار من جديد في التصفيات التمهيدية المؤهلة إلى مونديال 2006 قبل أن يترك مكانه للأرجنتيني غابرييل كالديرون الذي قاد الأخضر للتأهل إلى كأس العالم للمرة الرابعة. ومن كالديرون، انتقلت المهمة إلى البرازيلي ماركوس باكيتا الذي قاد «الأخضر» في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا وكأس الخليج الثامنة عشرة في أبو ظبي مطلع 2007. وتعاقد الاتحاد السعودي بعد ذلك مع البرازيلي المغمور هيليو سيزار دوس انغوس فتولى تدريب المنتخب في كأس آسيا 2007 وقاده إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر فيها أمام العراق 0-1، والدورة العربية في مصر والتصفيات الأولية لكأس العالم 2010، قبل أن يعود الجوهر لقيادة المنتخب في المباريات المتبقية من التصفيات التمهيدية، والمباريات الأربع الأولى من التصفيات النهائية، تاركا بدوره مكانه إلى البرتغالي بيسيرو الذي أقيل من منصبه بعد خسارة المنتخب من سورية في افتتاح بطولة أمم آسيا 2010 في الدوحة ليكلف الجوهر بالإشراف على الأخضر في مباراتي الأردن واليابان.