تصاعدت الانقسامات في صفوف الحزب الاشتراكي الصربي بعدما ظهر جناح قوي يسعى إلى إبعاد الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش عنه وتغيير اسمه استعداداً للانتخابات البرلمانية الصربية المبكرة في كانون الأول ديسمبر المقبل. ويتزعم هذا الجناح، الذي يطالب بتغيير جذري في الحزب، ثلاثة من قيادييه الذين قدموا استقالاتهم من لجانه العليا أخيراً، وهم: زوران ليليتش نائب الرئيس وغوريتسا غاييفيتش الأمينة العامة وميركو ماريانوفيتش رئيس حكومة صربيا. وأعلن القياديون الثلاثة في اجتماع عقده الحزب الليلة قبل الماضية، أن الرئيس السابق يتحمل مسؤولية تراجع التأييد الشعبي للحزب "ما يتطلب إبعاد ميلوشيفيتش نهائياً عنه، وتغيير اسمه إلى حزب المركز اليساري الأوروبي من أجل انهاء ارتباطاته بالماضي الذي استاء قطاع واسع من المواطنين الصرب منه". إلى ذلك، أفاد الزعيم المعارض زوران جينجيتش في تصريح صحافي ان "خطر ميلوشيفيتش زال بعدما انفض مؤيدوه عنه، ولم يبق أمامه سوى التصرف كغيره من المتقاعدين". في غضون ذلك، أعلن "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" الحاكم في الجبل الأسود بقيادة الرئيس ميلو جوكانوفيتش، أنه لن يعترف بأي حكومة اتحادية يرأسها خصمه "الحزب الاشتراكي الشعبي" المؤيد لميلوشيفيتش سابقاً. ومعلوم ان رئيس الحكومة الاتحادية ينبغي أن يكون من الجبل الأسود، حسب الدستور اليوغوسلافي، ومن حق "الحزب الاشتراكي الشعبي" أن يرأسها، بعدما سيطر على غالبية المقاعد البرلمانية المخصصة لهذه الجمهورية نتيجة مقاطعة الحزب الحاكم الانتخابات التي جرت الشهر الماضي. وفي بريشتينا، تجمع أكثر من ألف الباني جاؤوا من انحاء كوسوفو، وطالبوا بالافراج عن أقربائهم المعتقلين في السجون الصربية، وخطب فيهم الزعيم الألباني هاشم ثاتشي الذي أكد أنه "يعمل مع رئيس الإدارة المدنية الدولية برنار كوشنير لحض المجتمع الدولي بالضغط على قيادة بلغراد للافراج عن كل الألبان المعتقلين في صربيا". وأفادت صحيفة "داناس" المستقلة الصربية الصادرة في بلغراد أمس ان السياسي البريطاني بادي اشداون سيحل قريباً محل كوشنير في رئاسة الإدارة المدنية الدولية في كوسوفو، و"يتوقع أن يصدر أمر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في هذا الشأن خلال أيام".