دعا جيش تحرير كوسوفو الى التعامل باليورو الأوروبي بدل الدينار اليوغوسلافي في الاقليم، فيما سعت الولاياتالمتحدة الى فصل مؤسسة البريد والهاتف في الاقليم عن سيطرة صربيا. انتقد المسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي امس الأربعاء قرار قادة صرب الاقليم وقف التعاون مع المنظمات الدولية. وقال ان "الصرب يرتكبون خطأ كبيراً بممارستهم السياسات الانعزالية للرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش التي تضر بمصالح كوسوفو". ودعا في تصريح أدلى به في بريشتينا الى "استخدام اليورو الأوروبي بدل الدينار اليوغوسلافي كعملة نقدية للتداول في كوسوفو". كما حض على الاسراع في معاقبة مجرمي الحرب باعتبار ان "اكتشاف مقابر جماعية تضم جثث عشرات القتلى الألبان سيثير مشاعر الغضب وموجة من الهجمات الانتقامية ضد الصرب". الى ذلك، نقلت صحيفة بليتس المستقلة الصادرة في بلغراد امس عن مسؤول في قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو ان الولاياتالمتحدة "لا تعترف بصلاحية حكومة بلغراد في ادارة مؤسسة البريد والبرق والهاتف في الاقليم". وأضاف انه بناء على ذلك فان قوات حلف شمال الاطلسي في كوسوفو "اتخذت الاجراءات اللازمة لقطع كل علاقة لصربيا مع وسال الاتصالات في الاقليم". ويذكر ان 49 في المئة من مؤسسة البريد والبرق والهاتف تملكها شركات ايطالية ويونانية كانت اشترتها منذ سنتين بحوالى بليون دولار، ما يرجح ان تتدخل الحكومتان في روما واثينا لايجاد حل لهذه المشكلة. وعلى صعيد آخر، افاد البريغادير جنرال جون كرادوك قائد القطاع الاميركي في كوسوفو ان قوات اميركية وروسية ستبدأ قريباً دوريات مشتركة في القطاع "لتبديد مخاوف المدنيين الصرب والسكان الالبان". وقال كرادوك: "بعد شهر من بدء عملية حلف شمال الاطلسي لحفظ السلام في اقليم كوسوفو المضطرب فإن حوادث العنف في تناقص لكن ما زالت هناك حالات كثيرة لاطلاق الرصاص العشوائي واحراق المنازل الخالية". من جهة اخرى، واصلت المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي لويزا اربور زيارتها لكوسوفو لليوم الثاني على التوالي امس. وأعلنت انها "تسعى الى احضار كل الذين ارتكبوا انتهاكات ضد الانسانية للمثول امام العدالة". وقالت في تصريح في بريشتينا انها تفقدت عدداً من المواقع التي ارتكبت فيها المجازر ضد السكان الألبان. وأشارت الى انه يُجرى التحقيق فيها لدعم الاتهامات الموجهة ضد الرئيس سلوبودان مييلوشيفيتش وغيره من الزعماء الحكوميين والعسكريين اليوغوسلاف". على صعيد آخر، التقى مسؤولون من الاحزاب الحاكمة في كل من صربيا والجبل الأسود للمرة الأولى منذ سنتين في بلغراد امس وأجروا مناقشات حول مستقبل الاتحاد اليوغوسلافي الذي يضم الجمهوريتين. وترأس وفد الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش الأمين العام للحزب غوريشا غايفيتش بينما ترأس وفد حزب الاشتراكيين الديموقراطيين الذي يقوده رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش، رئيس المجموعة البرلمانية للحزب جيلكو شتورانوفيتش. وجاءت المبادرة من قادة الجبل الأسود الذين يطالبون بأن تتم معاملتهم على قدم المساواة مع صربيا في اطار الاتحاد الذي شكله البلدان منذ 1992. وأفاد رئيس وفد الجبل الأسود شتورانوفيتش انه "قدم لائحة الى الاجتماع تتضمن اسس تنظيم العلاقات بين الجمهوريتين" وسيعقد اجتماع آخر في مدينة بودغوريتسا عاصمة الجبل الأسود الاسبوع المقبل. ومعلوم ان الرئيس ميلوشيفيتش لم يعترف حتى الآن بفوز حزب الاشتراكيين الديموقراطيين في الانتخابات الاشتراعية وعين حليفه مومير بولاتوفيتش رئيس الحزب الشعبي الديموقراطي المعارض في الجبل الأسود في منصب رئيس الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية. ويذكر ان بولاتوفيتش كان رئيساً للجبل الأسود لكن حليفه السابق وخصمه الحالي جوكانوفيتش هزمه في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في تشرين الأول اكتوبر 1997.