شهدت سلطنة عُمان أمس تظاهرات جديدة لدعم الفلسطينيين، فيما أعلن أن السلطان قابوس بن سعيد أمر بتأجيل مهرجان مسقط، تعاطفاً مع مشاعر الشعب الفلسطيني و"تضامناً مع الشهداء في الأراضي المحتلة". وندد وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله ب"مجازر ترتكب في حق الشعب الفلسطيني"، واصفاً ما يحدث بأنه "لا يمت إلى السلام بصلة، بل حال من حالات الضغط العسكري الإسرائيلي" الرامي إلى "استسلام العرب". وشدد على رفض الخضوع ل"الابتزاز الإسرائيلي". وأجرى قابوس اتصالاً هاتفياً بالرئيس ياسر عرفات، مؤكداً تأييد الفلسطينيين في "استرجاع حقوقهم المغتصبة"، فيما نوه عرفات باغلاق السلطنة المكتبين التجاريين العُماني في تل أبيب والإسرائيلي في مسقط. ويعتبر مهرجان مسقط من الفعاليات السنوية التي تحظى بزخم رسمي وشعبي، وأعد له منذ عشرة شهور، وكان مقرراً أن تقدم "أوبريت" وطنية في الافتتاح، لمناسبة احتفالات السلطنة بمرور ثلاثين سنة على نهضتها الحديثة. وساد ارتياح في الشارع بعد قرار الحكومة اغلاق مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في مسقط ومكتب التمثيل التجاري العُماني في تل أبيب. وسارت التظاهرات أمس في المدن العُمانية تأييداً للموقف الفلسطيني وترحيباً باغلاق المكتبين. ورفعت لافتات تدعو إلى "تحرير القدس من أيدي المغتصبين الصهاينة". وندد بن علوي بالهجمات الصاروخية الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية، وقال في حديث إلى "هيئة الاذاعة البريطانية" بي. بي. سي إن ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة "خارج عن المعقول"، مضيفاً ان "العرب لن يقبلوا بتحقيق السلام بالقوة. فالسلام شراكة، ولكن يبدو أن الإسرائيليين قرروا تحقيقه بالقوة العسكرية". وشدد على أن "الشعوب العربية والفلسطينيين لن يخضعوا للابتزاز الإسرائيلي". وطالب بن علوي باتخاذ "موقف عربي واحد كي يدرك العالم وتعلم إسرائيل ان السلام لا يعني الاستسلام، والمس بالمقدسات الإسلامية واحتلال الأراضي وتركيع الشعوب"، داعياً إسرائيل إلى "الانسحاب فوراً من كل الأراضي المحتلة عام 1967 وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية".