باريس، نيويورك - أ ف ب - أفاد ديبلوماسيون فرنسيون ان باريس لحقت بالديبلوماسي السويد هانز بليكس الى ثلوج بتاغونيا لحمله على القبول برئاسة اللجنة الجديدة لنزع أسلحة العراق انموفيك. واعتبر الفرنسيون، الذين اقترحوا بليكس، ان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية مستقل بدرجة تمكنه من القيام بمهمته في شكل جيد، ولا اعتراض عليه. وكان بليكس، المتقاعد 71 سنة، في أقاصي اميركا الجنوبية والمحيط المتجمد الجنوبي، في اللحظة التي اختاره فيها مجلس الأمن لرئاسة "انموفيك"، وهو رفض هذا العرض في اتصالات أولية اجريت معه بواسطة هاتفه النقال، وقال ديبلوماسي فرنسي: "بدأنا التحدث الى الحكومة السويدية التي اتصلت ببليكس لكنه أجاب أنه ليس مرشحاً". واتصل مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الفرنسية ببليكس الذي كان يقوم برحلة الى القطب الجنوبي، ونقل ديبلوماسي فرنسي عن الاخير قوله: "اذا طلب مني مجلس الأمن ذلك، سأكون مرغماً على القبول". وكانت موافقة بليكس السريعة وكذلك موقف الحكومة السويدية واعضاء نافذين في المجلس مثل روسيا والصين، عاملاً مهماً لإقناع واشنطن بترشيحه. ولم تكن الولاياتالمتحدة مستعدة لإرضاء فرنسا، اذ أدى رفض باريس ترشيح السويدي الآخر رالف اكيوس، الذي اقترحه الأمين العام كوفي انان ونال تأييد واشنطن، الى زيادة التوتر بين الفرنسيين والاميركيين في شأن ملف العراق. وكان الفرنسيون يفضلون احدى شخصيات بلدان الجنوب لرئاسة "انموفيك" ولكن بدا ان ترشيحاً كهذا لن يحظى بموافقة واشنطن، بحسب مصادر فرنسية. ويتميز بليكس بالرصانة والانفتاح، وكان شغل منصب وزير خارجية السويد ثم رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرها فيينا لمدة 16 سنة 1981 - 1997. وتولى أربع ولايات على رأس هذه الهيئة ما مكنه من القيام بعمليات تفتيش في العراق. ويقول مؤيدو بليكس الذي انتخب للمرة الأولى مديراً للوكالة عام 1981 كمرشح حل وسط، انه عزز آلية التفتيش في هذه المؤسسة، وهي لم تكن تتدخل الا لتفتيش المواقع التي تعلن عنها البلدان الاعضاء في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكن بليكس فرض اعتمادها ايضاً على المعلومات التي ترد من اجهزة الاستخبارات عن البرامج النووية السرية، كما حدث في العراق وكوريا الشمالية. واكبر خطأ ارتكبه عندما أعلن في تقرير صدر عام 1991 ان تقدير انعكاسات كارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986 "كان مبالغاً فيه"، لكنه أقر بعد ذلك بأنه افتقر آنذاك الى الحس الانتقادي. يتكلم بليكس الفرنسية والانكليزية والالمانية، وهو رياضي يهوى الرحلات الاستكشافية.