كان الدكتور هانزبليكس 72 عاما يتمتع بعطلته في القطب الجنوبي عندما اتصل به هاتفيا الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يعرض عليه رئاسة لجنة الرصد والتحقيق والتفتيش (انموفيك)، في يناير من عام 2000. حصل ذلك باعتبار بليكس خيارا يستند الى حل وسط بعد ان رفض مجلس الامن رالف اكيوس مرشح الولاياتالمتحدةوبريطانيا.. وبعد استئناف التفتيش سيكون حكم الدبلوماسي السويدي على اسلحة العراق ومدى تعاون بغداد فيصلا بين الحرب والسلام. إرث باتلر وكان سلفه الاسترالي ريتشارد باتلر، نوعا آخر مختلفا من الرجال فهو يوصف بانه كاريزمي الشخصية مع كونه خشنا في بعض الاحيان.. وعندما اتهم بالتجسس لاسرائيل والولاياتالمتحدة واجه ادانة عربية. بالمقابل حافظ الدكتور بليكس على الهدوء وابقاء نفسه في الظل واتهم بانه يعير اهتماما اكثر مما ينبغي لعدم استفزاز المشاعر العراقية. باتلر كاريزماتي الشخصية لكنه خشن ويشير منتقدوه الى تدريب اعضاء فريقه على الحساسية الثقافية الامر الذي يعتبرونه علامة على ان بليكس وطاقمه قلقون كثيرا من جرح مشاعر العراقيين، ولذلك فانهم عرضة للخديعة. الا ان رئيس انموفيك يقول ان برنامج التدريب وضع لمجرد لمنع اعضاء فريقه من ان يصبحوا (ممقوتين) وهي الصفة التي لصقت بالمفتشين السابقين. وقال الدكتور بليكس ل "بي بي سي" نحن لن نذهب للتحرش بالعراقيين او اهانتهم. تلك ليست غايتنا. ويعتبر بليكس، دبلوماسيا كتوما وقوي العزيمة.. ولم ييأس حيث ينتظر منذ سنتين التمكن من ارسال مفتشي (لجنة الاممالمتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش). وسيتولى الاعداد لعودتهم الى العراق خلال محادثات يجريها مع مسؤولين عراقيين في فيينا، وذلك بعد ان وافقت بغداد على استئناف عمليات التفتيش المتوقفة منذ اربع سنوات. وقد عين بليكس في يناير 2000 على رأس لجنة التفتيش التي انشأها مجلس الامن الدولي لتحل محل اللجنة الخاصة للامم المتحدة المكلفة بازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية التابعة للامم المتحدة والتي اتهمها العراق بالتجسس. ورأس وزير الخارجية السويدي الاسبق لمدة 16 عاما بين 1981 و1997 الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة تابعة للامم المتحدة تتخذ من فيينا مقرا لها. وتولى رئاسة الوكالة اربع ولايات، وكان له بصفته هذه وزن هام في عمليات التفتيش في العراق لان الوكالة كانت مكلفة بمراقبة البرنامج النووي العراقي بينما تتولى اللجنة البحث عن الاسلحة الكيميائية والبيولوجية والصواريخ التي تعهد العراق بازالتها بعد حرب الخليج. وانتخب بليكس للمرة الاولى مديرا عاما للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1981 وكان مرشحا متفقا عليه فكان من كبار المدافعين عن الطاقة النووية. وينسب اليه انصاره تعزيز سبل المراقبة التي تتمتع بها الوكالة. فقد فرض في 1997 ابرام بروتوكول صادقت عليه 26 دولة يسمح للوكالة بالتحقيق في البرامج النووية السرية، مثلما حصل في العراق وكوريا الشمالية. وكانت أعمال التحقيق تقتصر قبل ذلك على المواقع المعلن عنها في الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية. لكن حياته المهنية تخللتها زلة لسان: فقد صرح في تقرير في 1991 ان نتائج الكارثة النووية في تشرينوبيل في 1986 كان مبالغا فيها لكنه اقر بعد ذلك بسنوات انه كان يفتقد الى حس النقد. ولد بليكس في يونيو 1928 في اوبسالا السويد حيث درس الحقوق قبل ان ينتقل الى جامعة كولومبيا في نيويورك ثم كامبريدج في بريطانيا. انضم بليكس الذي اصبح في 1960 استاذا للقانون الدولي في جامعة استوكهولم الى وزارة الخارجية بصفة مستشار قانوني. وفي 1976 عين مساعدا لوزير الدولة مكلفا بالتعاون الدولي قبل ان يصبح وزيرا للخارجية في 1978. والى جانب اللغة السويدية يتقن بليكس الفرنسية والانكليزية والالمانية وهو متزوج واب لولدين.