بغداد - أ ف ب، رويترز - أكد فريق تفتيش يزور بغداد أنه لمس تعاوناً من السلطات العراقية، فيما اعتبرت صحيفة "الجمهورية" الحكومية ان واشنطن ولندن تريدان اللجنة الجديدة انموفيك المكلفة التحقق من نزع الأسلحة العراقية المحظورة "نسخة عن اللجنة التي قبرت أونسكوم أو اسوأ منها في اتباع سياسة الكذب والتزوير". ونوه أحمد أبو زهرة، رئيس الفريق التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يقوم بأول مهمة تفتيش في العراق منذ أواخر 1998، بتعاون بغداد مع خمسة خبراء كانوا وصلوا اليها الجمعة الماضي وباشروا عمليات تفتيش روتينية. وليس للفريق أي علاقة بمهمة "انموفيك" التي ما زال مجلس الأمن منقسماً على اختيار رئيس لها. وقال لوكالة "فرانس برس" ديبلوماسي فرنسي طلب عدم كشف اسمه ان السويدي هانس بليكس، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يشكل مرشحاً مقبولاً بالنسبة الى فرنسا لتولي المنصب، وكانت باريس وموسكو وبكين رفضت اقتراح الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ترشيح الرئيس السابق ل"أونسكوم" رالف اكيوس لترؤس "انموفيك". وأعربت فرنسا عن ارتياحها الى سير التعاون بين العراق ووكالة الطاقة، وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فرنسوا ريفاسو ان "التعاون الذي ابدته السلطات العراقية والذي شجعناه يسير على ما يرام". واعتبر وكيل وزارة الخارجية العراقية رياض القيسي ان زيارة فريق وكالة الطاقة تشكل "نموذجاً للتعاون العراقي في اطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية". وفتش الفريق السبت موقع التويثة 25 كيلومتراً شرق بغداد حيث خزنت كميات من اليورانيوم الطبيعي و1.8 طن من اليورانيوم القليل التخصيب، لا تزال كما تركها مفتشو "أونسكوم" لدى رحيلهم من بغداد في كانون الأول ديسمبر 1998. وكتبت صحيفة عراقية رسمية امس ان واشنطن تسعى الى ان تكون "انموفيك" نسخة عن "اونسكوم" التي تعتبرها بغداد "وكر تجسس". ورأت صحيفة "الجمهورية" الحكومية ان ترشيح اكيوس "من قبل واشنطن ولندن وبهذه الحماسة دليل على سعي البلدين الى ان تكون اللجنة الجديدة نسخة طبق الأصل عن اللجنة المقبورة أونسكوم أو اسوأ منها في اتباع سياسة الكذب والتزوير نفسها" ضد العراق. وكررت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم ان اكيوس وخلفه ريتشارد بتلر "جاسوسان تافهان" يعملان للولايات المتحدة واسرائيل. يذكر ان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز كرر مساء أول من أمس موقف بغداد من القرار 1284 الذي قضى بتشكيل "انموفيك"، ورأى ان القرار "لا يحقق أي منافع" لبلاده بل يؤدي الى ابقاء الحظر الدولي.