دفنت معارضة روسياوفرنسا والصين في هذه المرحلة، امكان عودة السفير السويدي رالف اكيوس لترؤس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش في العراق "انموفيك"، وسعى مجلس الأمن الى اعادة الكرة الى ملعب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، ليستأنف مشاوراته بهدف التوصل الى مرشح تتوافق عليه الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس. وبعث سفير روسيا سيرغي لافروف اول رسالة اعتراض على ترشيح انان اكيوس، وكتب الى رئيس المجلس للشهر الجاري السفير الاميركي ريتشارد هولبروك، ان موسكو لا يمكنها الموافقة على الترشيح الوارد في رسالة هولبروك التي عممت ترشيح الأمين العام للسفير اكيوس. وبعثت فرنسا والصين أمس برسالتين مشابهتين، تتضمنان عدم الموافقة على ترشيح السفير السويدي. وأكد السفير الروسي "موت" ترشيح اكيوس وقال: "سنقترح ان يُعطى الأمين العام مزيداً من الوقت" للبحث عن المرشح المناسب لترؤس "انموفيك". وقال لافروف في تصريحات الى الصحافيين ان مجلس الأمن رحب بتوصيات لجان التقويم التي رأسها السفير البرازيلي سلسو أموريم، عندما كان مندوباً لبلاده لدى الأممالمتحدة، و"احدى التوصيات كانت ايجاد آلية جديدة للتحقق من نزع السلاح وان تتمتع هذه الآلية بتعاون العراق". وأضاف: "على رغم اننا نكنّ أعلى درجات الاحترام لاكيوس ونعتبره ديبلوماسياً قديراً، فان ترشيحه لا يتماشى مع انشاء آلية جديدة ولا يضمن تعاون العراق". وزاد ان المرشح للمنصب يجب ان يكون خبيراً في نزع السلاح، وأن يكون شخصاً جديداً، وهناك عدد من الدول الأعضاء في المجلس، بينها روسيا، يعتقد ان هناك مجالاً لاختيار مرشح من العالم الثالث، ونظر الأمين العام في عدد من الأسماء من هذه الدول لقي اثناء المشاورات معارضة الأقلية في المجلس"، في اشارة الى الولاياتالمتحدةوبريطانيا. يذكر ان روسيا والصين وفرنسا أيدت ترشيح سلسو أموريم لكن الولاياتالمتحدة عارضت بشدة ودعمتها بريطانيا. وأفادت مصادر في الأمانة العامة ان انان طرح "المرشح الأفضل كمرشح حل وسط، وكان يأمل بأن يدرك الجميع انه استهلك حقل الترشيحات الممكنة ووجد ان اكيوس هو افضل الحلول الوسط". وزادت ان انان "ليس في حاجة الى المزيد من الوقت بعدما استنفد المشاورات، فليست لديه اسماء اضافية" يطرحها بدلاً من اكيوس، بالتالي ليس مستبعداً ان يطلب الأمين العام من مجلس الأمن رداً على عدم مصادقته على مرشحه، تقديم اسماء جديدة. ووصفت المصادر رفض ثلاث دول المصادقة على ترشيح قدمه الأمين العام بطلب من المجلس بأنه "غير اعتيادي، وقد يكون سابقة". وبقيت الاحتمالات مفتوحة على مفاجآت بينها امكان طرح ترشيح الأمين العام على التصويت في المجلس، وفي هذه الحال واذا أصرت روسياوفرنسا والصين على معارضة اكيوس، عليها ان تستخدم "الفيتو"، مما ينقل المسألة الى خانة مختلفة وربما قرارات مختلفة، بما فيها مفاجأة عودة اكيوس الى اللعبة، وان كان ذلك الاحتمال مستبعداً. وكانت واشنطن رحبت بترشيح اكيوس فيما رفضته بغداد راجع ص2. وكان متوقعاً ان يجري مجلس الأمن مشاورات مغلقة ليل امس للنظر في الخطوة التالية، وقال الناطق باسم انان ان الأخير "لم يستثن امكان توصل المجلس الى تفاهم دعماً لمرشحه"، مشيراً الى ان الأمين العام لم يفقد الأمل، واستدرك ان "رفض 25 مرشحاً لا يوحي بأن هناك أسماء عديدة متبقية". في باريس "الحياة"، قال الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو ان فرنسا تسعى منذ العام الماضي الى تجديد أسلوب عمل اللجنة المكلفة مراقبة التسلح العراقي "للتوصل الى إنشاء جهاز جديد يتميز بالاحتراف والعمل الجماعي والاستقلال". وزاد ان الهدف هو "ان يتمكن المفتشون من العودة الى العراق وبدء عملهم بفاعلية مما يفترض مقداراً من تعاون السلطات العراقية"، لافتاً الى ان "كون اكيوس تولى رئاسة اللجنة الخاصة ست سنوات، يبعث على الشكّ في امكان تجسيده ضرورة التجديد في اطار مراقبة التسلح العراقي، وبناء على ذلك وجهت السلطات الفرنسية تعليماتها الى مندوبها لدى الأممالمتحدة، الذي سيتخذ على أساسها الموقف المناسب".