علمت "الحياة" ان الولاياتالمتحدة وافقت على ترشيح هانز بليكس، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رئيساً للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش في العراق "انموفيك"، وانها ابلغت امس الثلثاء الى الدول الاخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن موافقتها على بليكس الذي اقترحته فرنسا ثم دعمت بريطانياوروسيا ترشيحه للمنصب. وكانت الصين اوضحت انها تفضل مرشحاً من العالم الثالث لكنها توافق على المرشح الذي تتوافق عليه الدول الأخرى في المجلس. وهانز بليكس سويدي خبير في نزع السلاح عمل في الملف العراقي قبل ان يتقاعد ليحل محله السيد محمد البرادعي مصري. ويُفترض ان يقدم رئيس مجلس الأمن الى الأمين العام كوفي انان حصيلة المواقف، كي يتقدم انان بدوره رسمياً باقتراح بليكس للمنصب ثم يصادق المجلس على الترشيح. ويعمل السفير الاميركي ريتشارد هولبروك، بصفته رئيس المجلس للشهر الجاري، على الصيغة المناسبة للانتهاء من عملية الترشيح بأسرع ما يمكن، لئلا تقع في دوامة ردود الفعل العلنية. يذكر ان الأمين العام رشح الرئيس السابق للجنة "اونسكوم" السفير رالف اكيوس لرئاسة لجنة "انموفيك"، لكن الترشيح لاقى المعارضة الروسية والفرنسية والصينية بصفة اكيوس رمزاً ل"اونسكوم" وإرثها في العراق. وعلى رغم ان لهانز بليكس ايضاً تاريخاً في العراق عندما كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الا ان العلاقة بين العراق والوكالة اختلفت نوعياً عن العلاقة بين العراق ولجنة "اونسكوم". وفيما توقعت الأوساط الدولية الا ترحب بغداد بترشيح بليكس للمنصب، اشارت الى ان علاقة "عمل طبيعية" قامت بين العراق وبليكس، ما قد يؤدي لاحقاً الى موافقة بغداد على استئناف التعاون مع مجلس الأمن، على رغم عدم موافقتها على القرار الأخير 1284 الذي نص على ضرورة عودة المفتشين الدوليين الى العراق في هيئة "انموفيك". وعلمت "الحياة" ان فرنسا اقترحت بليكس مرشحاً في لقاء بين السفير ألان دوجاميه والامين العام، ثم استطلعت آراء الدول الاربع الاخرى، فوجدت الردود حذرة، غير متحمسة، الا انها لم تكن سلبية. واجرت الديبلوماسية الفرنسية اتصالاً مع بليكس حيث كان يمضي اجازة، علماً بأنه تقاعد من منصبه في الوكالة قبل سنتين، ووجدته بدوره غير متحمس الا انه مستعد للقيام بالمهمة من منطلق الواجب ولفترة قصيرة قد لا تستمر اكثر من سنتين، اذا كان المرشح الوحيد الذي يلاقي الاجماع. كما علمت "الحياة" ان السلطات السويدية المعنية رحبت بترشيح بليكس خصوصاً ان المجلس رفض المصادقة على اكيوس، السفير الحالي للسويد لدى واشنطن، وقدّرت مبادرة طرح اسم سويدي آخر لدحض الانطباع بأن التحفظ في المجلس يتعلق بالسويد كدولة. وضمنت الديبلوماسية الفرنسية دعم روسياوبريطانيا لاقتراحها بليكس مرشحاً، ولاقت في بادئ الامر تحفظ كل من الولاياتالمتحدةوالصين، مع اختلاف الاسباب، علماً بأن الولاياتالمتحدة اصرّت علناً على اكيوس والصين ارادت مرشحاً من العالم الثالث.