قدم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، في رسالة رسمية الى رئيس مجلس الأمن، مرشحه لمنصب الرئيس التنفيذي للجنة التحقيق والمراقبة والتفتيش في العراق "انموفيك" وهو الرئيس السابق للجنة "اونسكوم" التي تخلفها "انموفيك" سفير السويد لدى واشنطن رالف اكيوس. وطرح انان اسم اكيوس رسمياً بعدما "استُهلكت" المشاورات، حسب تعبير الناطق باسمه، من دون ان تؤدي الى توافق بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، مفضلاً رمي الكرة الى مجلس الأمن ليتخذ قراره على ضوء الانقسام في صفوفه. وحسب تقدير مسؤول فرنسي رفيع، فان اكيوس "لن يحصل على دعم كامل من مجلس الأمن". ويُذكر ان روسيا سجلت لدى الأمين العام عدم موافقتها على اكيوس، الا ان الصين ابلغته انها لن تعارضه اذا وافق الآخرون عليه. ويترأس السفير الأميركي ريتشارد هولبروك مجلس الأمن للشهر الجاري، ما يضع الخطوة التالية في ساحته. وكان مجلس الأمن طلب في القرار 1284 ان يتقدم الأمين العام بمرشح للمنصب بحلول 16 الشهر الجاري. وحسب الأمانة العامة، يشعر كوفي أنان بأنه تجاوب مع الموعد المحدد في القرار بإرساله رسالة رسمية الى رئيس مجلس الأمن صباح الاثنين 17 الجاري، وانه توصل الى قراره بترشيح اكيوس على رغم انه لا يلاقي الاجماع بعدما شعر بأن المزيد من المشاورات لن يكون مثمراً. وكان اكيوس مرشح انان المفضل منذ البداية على أساس اقتناعه بخبرته ومهنيته ونزاهته وحسن علاقاته مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. هذا الى جانب عدم تدهور علاقة اكيوس بالعراق، كما حدث مع خليفته ريتشارد بتلر، والعلاقة الممتازة بين أنان واكيوس. وكان السفير الفنلندي لدى اسرائيل باسي باتوكاليو المرشح المفضل لدى الولاياتالمتحدة وبريطانيا، فيما كان السفير البرازيلي في جنيف سلسو اموريم المرشح المفضل لدى روسيا وفرنسا والصين. وليس مؤكداً اذا كان انان اجرى اتصالاً ببغداد في اطار مشاوراته في شأن تسميته مرشحه. لكن مصدراً قريباً منه قال ان اختياره اكيوس ليس اطلاقاً استفزازاً للعراق وانما جاء نتيجة قراءته للمواقف العراقية، ولردود فعل لا يترقب ان تكون معادية. وحسب مصادر مطلعة، فإن معارضة روسيا تعيين اكيوس ليست موقفاً منه وانما نتيجة قراءتها للمواقف العراقية، في حين ان موقف الصين يعكس قراءة مختلفة لمواقف بغداد. ولا يخلو قرار انان التقدم باسم اكيوس، بلا موافقة مسبقة من الدول الخمس، من المغامرة. ولا يُستبعد ان يؤدي الترشيح الى مزيد من الانقسام في مجلس الأمن، انما قد يؤدي من جهة اخرى الى الموافقة على اكيوس باعتباره مرشح الأمين العام، ولأن المشاورات استهلكت، ولئلا يبدو ان بغداد تملي على مجلس الأمن شروطها. الخطوة التالية ليست واضحة لكنها في ملعب مجلس الأمن، "والأمين العام في انتظار ردود فعل" مجلس الأمن، حسب الناطق باسمه فرد اكهارت، الذي أعلن عن الرسالة والمرشح، وقال انه بعد 30 يوماً من المشاورات "تقدم الأمين العام بالشخص الذي يجده الأفضل للمهمة". وأشار الى ان القرار ينص على ضرورة "تصديق" مجلس الأمن على مرشح الأمين العام. ورفض الكشف عن فحوى مشاورات الأمين العام مع اعضاء المجلس. ويتوقع احد المطلعين ان لا يتوافر توافق بين اعضاء المجلس على اكيوس كمرشح، و"المأزق مستمر". وعقّب مندوب العراق لدى الأممالمتحدة السفير سعيد حسن الموسوي على ترشيح اكيوس بقوله: "القرار 1284 غير مقبول لأنه غير موضوعي وهو يمثل مأزقاً خلقه مجلس الأمن لنفسه ولسنا معنيين به".