أكدت مصادر مطلعة أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان يدفع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى النظر الجدي في الموافقة على السفير رالف اكيوس رئيساً للجنة "انموفيك" التي حلت مكان لجنة "أونسكوم" لنزع السلاح في العراق. وعلمت "الحياة" ان اكيوس، الذي يوشك على إنهاء مهمته سفيراً للسويد لدى واشنطن، مستعد للقيام بالمهمة إذا لاقى ترشيحه موافقة الدول الخمس. وكان مقرراً ان يجتمع الأمين العام مع سفراء الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا ليل أمس للتعرف إلى مدى مرونة روسيا والصين وفرنسا لجهة الموافقة على اكيوس، علماً بأن موقف الدول الثلاث سيكون انعكاساً لمدى تصلب بغداد في رفضه أو احتمالات قبولها به. وتوقعت المصادر المطلعة أن يركز اجتماع الأمين العام مع سفراء الدول الخمس على اسمين رئيسيين هما رالف اكيوس وسلسو اموريم، سفير البرازيل الحالي في جنيف والسابق لدى الأممالمتحدة الذي ترأس لجان تقويم علاقة العراق بمجلس الأمن. وتدعم روسياوفرنسا والصين السفير اموريم باعتباره وثيق الاطلاع على الملف العراقي وكسب مديحاً من جميع أعضاء المجلس بما في ذلك الوفد الأميركي. إلا أن المصادر الأميركية اعتبرت ترشيح اموريم أقرب إلى الرفض مما هو إلى الموافقة عليه. ولمحت إلى أنها تعتبره ضعيفاً. وقالت مصادر أخرى إن الولاياتالمتحدة لم تكن راضية على اموريم بسبب الاستنتاجات والاقتراحات التي تقدم بها، على رغم ان جزءاً كبيراً منها كان أساساً للقرار الأخير 1284. وفيما قالت مصادر وثيقة الاطلاع على المواقف العراقية إن بغداد ترفض قطعاً عودة رالف اكيوس، قالت مصادر أخرى إن هناك محاولات جارية لاقناع العراق بجدوى الموافقة على اكيوس باعتباره الأكثر خبرة وذاكرة، وفي استطاعته التحرك بأسرع من غيره، وله علاقة مميزة مع الأمين العام وفي إمكانه التأثير في المواقف الأميركية والبريطانية. وحسب مصادر مطلعة عن كثب على تفكير اكيوس، فإنه يرغب في إكمال مهمة الأممالمتحدة في العراق وتصحيح مسارها بعدما انعطفت أثناء رئاسة خلفه السفير ريتشارد بتلر، كما أنه يريد اصلاح الخلل الذي وقع. وأضافت المصادر ان لأكيوس علاقة صداقة مع كوفي أنان، ويكن له تقديراً عميقاً ويحرص على أن يكون للأمم المتحدة بقيادة أنان دور ايجابي في استكمال ملف نزع السلاح في العراق ونقله إلى مرحلة المراقبة الدائمة. وأكدت هذه المصادر استعداد اكيوس لتسلم مهمات رئاسة لجنة "انموفيك" فور موافقة المجلس على ذلك، علماً بأنه ينهي مهمته سفيراً للسويد لدى واشنطن الصيف المقبل. وقالت إن اكيوس سيكون متشوقاً لإحراز تقدم في الملف العراقي، عبر العمل المهني الجدي، بما يؤدي إلى نتائج ذات صدقية لجهة الخلاص من العقوبات. وحسب مصادر أخرى، فإن فرنساوروسيا والصين ليست لها مواقف صارمة ضد اكيوس، وبعضها يرى فيه "النزاهة المهنية" الضرورية. لكن الموقف العراقي هو الذي سيحسم المواقف الروسية والفرنسية والصينية من اكيوس. فإذا كان رفض بغداد قاطعاً، لن يرشح اكيوس، وإذا قرأت الديبلوماسية في المواقف العراقية مرونة، فإن الأمين العام كوفي أنان سيتقدم باسم رالف اكيوس، مرشحه المفضل حتى الآن. وكان الأمين العام استطلع مجموعة اسماء، بعضها كان مرفوضاً وبعضها لم يتمكن من الموافقة على المنصب. وبعدما استهلكت قائمة اسماء مطلع هذا الأسبوع، سعت الأمانة العامة إلى اسماء جديدة، بينها مكسيكي واثنان من أندونيسيا، بلا جدوى. وإذا فشلت الدول الخمس في الموافقة على المرشحين البارزين في هذا المنعطف، اكيوس واموريم، فقد يبرز مرة أخرى اسم السفير الفنلندي لدى إسرائيل، باسي باتوكاليو. يذكر أن موعد إعلان الأمين العام مرشحه هو اليوم الجمعة.