بقرار من رئيس مجلس الأمن السفير الأميركي ريتشارد هولبروك، تراجع الملف العراقي في الأممالمتحدة الى المقعد الخلفي كي يركز مجلس الأمن على القضايا الافريقية. وعقد المجلس امس جلسة علنية لبحث مسألة بوروندي، تحدث فيها للمرة الأولى الرئيس السابق لجنوب افريقيا نيلسون مانديلا كونه لعب دوراً في عملية السلام في بوروندي. وشدد هولبروك على ان "الجميع يوافق على ان يبقى كانون الثاني شهر افريقيا"، وان الموضوع العراقي يجب الا يحوّل الانظار عن برامج المجلس. ونبه الى ان اختيار رئيس للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش في العراق "انموفيك" ليس مرتبطاً بموعد حاسم "مصطنع"، ما أثار انطباعاً بأن مجلس الأمن لن يعطي الأولوية لهذه المسألة. وأوضح هولبروك ان مسألة اختيار رئيس للجنة باتت في المجلس و"لا نعيدها الى الأمين العام" للأمم المتحدة كوفي أنان. وكان وكيل الأمين العام لشؤون نزع السلاح، جايانثا دانابالا ابلغ اعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة ليل الثلثاء ان انان "استهلك" كل الأسماء الممكنة قبل طرحه رسمياً ترشيح السفير السويدي رالف اكيوس الرئيس السابق للجنة "اونسكوم"، رئيساً ل"انموفيك" ويريد ان يتعاطى المجلس مع المسألة في هذه المرحلة. وأفاد مصدر رفيع المستوى في الأمانة العامة ان انان يريد من المجلس "ان يقدم له قائمة اسماء يتفق عليها، ثم يختار هو احدها ويرشحه رسمياً". وشدد الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت على ان انان بترشيحه اكيوس "كان يحدد نوع الشخصية المرغوب فيها للمنصب". وأكد السفير الاميركي ان اسم السفير السويدي ما زال مطروحاً، وان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت تبحث الموضوع في اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. لكن ديبلوماسيين آخرين استبعدوا بقاء اكيوس مرشحاً جدياً لرئاسة "انموفيك" او راغباً في المهمة بعدما عارضت ترشيحه روسيا وفرنسا والصين. والتحقت تونس العضو العربي الوحيد في المجلس بالمتحفظين عنه، وأبلغت هولبروك خطياً، فيما تحفظت ماليزيا بصورة شفوية خلال الجلسة المغلقة لمجلس الأمن التي انتهت الى فشل في الموافقة على ترشيح انان لاكيوس. وأشار السفير الروسي سيرغي لافروف الى ان المجلس كان اتفق قبل اشهر على "بداية جديدة" وعدم الرغبة في التذكير بلجنة "اونسكوم" التي "استرقت من نفسها كل صدقية". وزاد ان الهدف هو العمل لتطبيق القرار 1284 "وعلى رغم انه ليس القرار المثالي" قررت روسيا الا تمنع المجلس من تبنيه عبر استخدام الفيتو و"الفرصة الوحيدة لتطبيقه تتمثل في خطوات يتفق عليها بالاجماع". راجع ص2