أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة الى الأمانة العامة وأعضاء مجلس الأمن انه يبحث عن رئيس للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش في العراق "انموفيك" يتمتع بالقدرة على العمل مع مجلس الأمن والعراق معاً كي يكون في الامكان تطبيق القرار الأخير الذي حمل الرقم 1284. وفشلت الأسماء التي طُرحت حتى الآن في الحصول على التوافق المنشود، وبدأت الأمانة العامة استطلاع اسماء جديدة مركزة على مرشحين محتملين من العالم النامي أملاً في التوصل الى نتيجة مع نهاية الأسبوع الجاري. وقالت مصادر رفيعة المستوى في الأمانة العامة: "استنفدنا النظر في كل الأسماء المطروحة وليس لدينا اسم واحد لمرشح يلقى الاجماع بين اعضاء مجلس الأمن". وشددت المصادر على اهمية "اختيار الشخص المناسب القادر على العمل مع مجلس الأمن ومع العراق". وبين الأسماء البارزة التي سقطت اسهمها نتيجة عدم التوافق عليها الرئيس التنفيذي السابق للجنة نزع السلاح القديمة "اونسكوم" السفير السويدي الحالي الى واشنطن، رالف اكيوس. وحسب نائب المندوب الدائم للصين، غوفانغ شن، فإن اكيوس بين الاسماء التي اخذت في الاعتبار بجدية "ولا موقف لنا من ذلك". وشدد المندوب الصيني على ان المرشح يجب ان يكون "مهنياً بخلفية غنية في نزع السلاح، قادراً على التعاون مع الجميع". وقال: "لم نتقدم بأسماء" الا ان المفضل ان يكون المرشح من "العالم النامي"، خصوصاً ان "الرئيسين السابقين كانا من العالم الصناعي"، اشارة الى اكيوس وخلفه الاسترالي ريتشارد بتلر. وحسم وكيل الأمين العام لشؤون نزع السلاح، جايانثا دانابالا سريلانكا احتمال ترشيحه لهذه المهمة الفريدة، بقوله ل"الحياة" ان هذا غير وارد. وأنا مرتاح جداً في مهمتي الحالية". وكان بعض الدول دائمة العضوية في المجلس، بينها فرنسا، اقترح دانابالا الى جانب سفير البرازيل الحالي في جنيف الذي ترأس فرق تقويم العلاقة بين العراق ومجلس الأمن، سيلسو اموريم، باعتباره المرشح "المنطقي". الا ان اموريم، حسبما اكدت مصادر الامانة العامة، شأنه شأن الآخرين على القائمة، فشل في الحصول على التوافق المنشود. وكانت روسيا والصين وفرنسا دعمت اموريم الا ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تحفظتا. وأوضحت روسيا اول من امس الى الأمانة العامة رفضها للمرشحين الكندي مارك موهيرا، والهنغاري استيفان غيارماتي، لأنهما من دولتين تنتميان الى حلف شمال الاطلسي ناتو. وعقد الأمين العام كوفي أنان، امس، اجتماعين منفصلين مع مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والدول العشر الأخرى المنتخبة، لمناقشة عملية البحث عن مرشح لترؤس اللجنة الجديدة باعتبار ان الاختيار ذاته اختبار لحسن النية وخطوة اولى نحو علاقة عملية مع العراق. وقال الناطق باسم الأمين العام فرد اكهارت ان انان وجد المباحثات "بناءة ومفيدة وهو يأمل بأن يعلن قريباً" عن مرشح للمنصب. وأعرب المندوب الأميركي السفير ريتشارد هولبروك عن الأمل والتوقعات "بانهاء عملية" البحث عن مرشح في الموعد المرتقب قبل يوم الجمعة المقبل. وقال المندوب العربي الوحيد في مجلس الأمن، مندوب تونس السفير سعيد بن مصطفى، ان لتونس "مواقف ليس من الاسماء وانما من المبدأ. والمبدأ هو الوصول الى اقصى توافق بين اعضاء المجلس وكذلك مع الاطراف المعنية حتى نبلغ هدف تطبيق القرار 1284. فالتطبيق لن يحدث الا اذا كان هناك تأييد جماعي" للمرشح المنشود. ولفتت مصادر عديدة الى ان مسألة اختيار رئيس اللجنة الجديدة "مسألة صعبة" قد لا تكتمل مع نهاية الأسبوع الجاري بسبب ما تطلبه من خبرة ومهنية وقدرة سياسية وشخصية تتمتع بثقة جميع اعضاء مجلس الأمن وبترحيب بغداد. واتخذ البحث عن هذه الشخصية طابعاً ذا دلالات سياسية ليس فقط لجهة الرسالة التي يريد الأمين العام ارسالها الى جميع المعنيين وانما ايضاً لجهة الرسالة السياسية التي تريد الولاياتالمتحدة وبريطانيا ارسالها الى العراق.