عادت المواجهات بين المسلمين والأقباط إلى صدارة المشهد السياسي في مصر، عندما وقعت اشتباكات مسلحة في محافظة المنيا التي كانت شهدت سلسلة من أعنف الهجمات ضد الأقباط وممتلكاتهم عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وكانت المنيا (نحو 240 كلم جنوبالقاهرة) شهدت ليلة دامية، إذ وقع حادثان طائفيان، الأول في قرية «الحوارتة عبايات» بسبب نزاع على ملكية أرض أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى (مسلم وقبطيين) وجرح 18 آخرين، بعضهم في حال الخطر، أما الثاني فأدى إلى اشتباكات مسلحة في قرية البدرمان راح ضحيتها شاب مسلم على خلفية علاقة بين فتاة مسلمة وشاب قبطي. ولوحظ ضعف الوجود الأمني، ما أدى إلى استمرار الاشتباكات لفترة، إضافة إلى إضرام النار في منازل يقطنها أقباط وتجددها أمس. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن الصدامات المسلحة التي أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وقعت بين أقباط في قرية نزلة عبيد ومسلمين في قرية الحوارتة التابعتين لمحافظة المنيا، بسبب نزاع بينهما على بناء قبطي منزلاً على قطعة أرض من أملاك الدولة، مشيراً إلى أن العشرات من مسلمي القرية هاجموا منازل يقطنها أقباط وأضرموا النار فيها، قبل إبرام صلح بين الطرفين. ولفت إلى أن إشاعة عن وجود علاقة عاطفية بين شاب قبطي وفتاة مسلمة تسببت في اندلاع اشتباكات مسلحة في قرية البدرمان، موضحاً أن عائلة الفتاة المسلمة اعتقدت بأن الشاب القبطي خطف ابنتها وسافر معها إلى القاهرة، فخرجوا بالعشرات مساء أول من أمس وهاجموا منزل الشاب القبطي وأضرموا النار فيه، ليتطور الأمر إلى صدامات طائفية ما أدى إلى مقتل مسلم يدعى حمادة صابر وجرح 6 آخرين. وأعلنت قوات الأمن أنها ألقت القبض على قبطيين متهمين بإطلاق الرصاص في القرية. وأفيد بأن الاشتباكات تجددت عقب صلاة الجمعة عندما كرر عشرات المسلمين هجومهم على منازل الأقباط. وأشار سكان إلى أن عشرات المسلمين هاجموا منازل الأقباط، وألقوا كرات لهب على منزل قبطي يدعى بشرى إقلاديوس، إلا أن الجيران من المسلمين والأقباط سيطروا على النيران وأنقذوا المنزل، قبل أن تدفع قوات الأمن بتعزيزات، وتفرض طوقاً أمنياً على القرية، فيما شكل أهالي في القرية حواجز بشرية لحماية كنيستها. وحمّل الناشط القبطي نجيب جبرائيل قوات الأمن مسؤولية «استمرار الاشتباكات وتمددها»، لافتاً إلى أن «ضعف الوجود الأمني في المنيا سمح بتكرار الاعتداءات على منازل الأقباط ما أدى إلى إضرام النار في 8 منازل، إضافة إلى تهشيم واجهات لمحال تجارية». وقال: «في الحادثين الشرطة وصلت إلى أماكن الاشتباكات بعدها بنحو ساعتين ما ساهم في زيادة عدد الضحايا». وأبدى تخوفه من «استغلال جماعة الإخوان المسلمين تلك الأحداث لتزيد من وقود إشعال الفتنة الطائفية»، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالات بوزير الداخلية أبدى له خلالها تخوفه من تكرار الاعتداءات التي وقعت على منازل وكنائس الأقباط في المنيا عقب عزل مرسي، «وتلقيت وعداً بالدفع بتعزيزات شرطية لتطويق الاشتباكات».