سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نوه بأهمية المثال المصري في كامب ديفيد وتشديد اتفاق "واي - 2" على القرارين 242 و338 : شعث ل"الحياة": نرفض السيناريو الاسرائيلي للحل النهائي ونتمسك بحدود 4 حزيران 67 والقدس وحل عادل للاجئين
وصف وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث في حديث الى "الحياة" سيناريو قاتماً لدى الحكومة الاسرائيلية برئاسة ايهود باراك للمفاوضات على الوضع النهائي قال ان من المستحيل ان تقبل به القيادة الفلسطينية. وتحدث شعث الى "الحياة" في لندن قبل سفره الى هلسنكي ومنها الى برلين في اطار جولة لعرض مواقف القيادة الفلسطينية بعد اتفاق شرم الشيخ وقبل الدخول في مفاوضات على اطار للمفاوضات النهائية ابتداء من 13 أيلول سبتمبر الجاري. واكد ان الفلسطينيين يتمسكون بحدود الرابع من حزيران يونيو 1967 بناء على القرارين 242 و338 أساساً للتسوية النهائية. الخرائط الاسرائيلية وقال شعث ان السيناريو الاسرائيلي للتسوية النهائية "بات معقداً، فهو يضم المياه والمستوطنات والحدود التي تريدها اسرائيل في صورة خرائط تتطابق فيها هذه العناصر ويوجد فيها ما يسمى خزان المياه الجوفية الغربي وحدود نهر الأردن والكتل الاستيطانية الكبرى". وأوضح ان "فكرة الاسرائيليين هي ان يسرقوا هذا الحزام كله لأن فيه كل المياه، ومن الملاحظ أنهم حرصوا في عمليات إعادة نشر جيشهم التي نفذت حتى الآن على تجنب جعلنا قريبين من مصادر المياه". وأضاف ان اسرائيل "تريد أن يكون حزامها الأمني داخل الضفة الغربية ومسيطراً على التلال المطلة على غور الأردن، وسيكون حلهم لمسألة الكتل الاستيطانية هو جمعها في تلك المنطقة". وزاد أن "لا مانع لدى الاسرائيليين أن تكون الحدود الشرقية في صورة قواعد مستأجرة لعشرين أو ثلاثين سنة ما دام لهم وجود عسكري وديموغرافي هناك". وبالنسبة الى القدس قال شعث ان "المخططات الاسرائيلية تجعل حدودها ممتدة من شمال مدينة رام الله الى كتلة غوش عتصيون الاستيطانية قرب الخليل وتضم اليها اللطرون، وبذلك يقسم الاسرائيليون الضفة الغربية الى شمال وجنوب وتكون كل المناطق مخترقة بطرق عرضية". وأردف قائلاً ان السيناريو الاسرائيلي هذا "يتصور ترك قضيتي القدس واللاجئين جانباً على أساس تمسك الدولة العبرية بالقدس عاصمة موحدة لها وبرفض الموافقة على عودة اللاجئين الفلسطينيين". وفي هذا السياق قال ان الاسرائيليين "يفكرون بالاحتفاظ بالسيطرة على المعابر بين الأراضي الفلسطينية من جهة ومصر والأردن من جهة أخرى لمنع تدفق اللاجئين، ويريدون حرماننا من أي ممرات جوية". وأوضح شعث ان أقصى ما يلمح اليه الاسرائيليون بخصوص القدس هو "حل قضيتها بأشياء رمزية كرفع العلم الفلسطيني على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وأن يكون لنا وجود رمزي في بلدتي أبوديس والعيزرية وفي الرام وشعفاط ولكن ليس في القدس نفسها". السيناريو الفلسطيني وعن السيناريو الفلسطيني في مواجهة ذلك قال شعث: "اذا سمحنا بتقسيم الضفة الغربية خسرنا كل شيء. موقفنا سيكون مطلقاً لن نتفاوض فيه على بضعة كيلومترات هنا أو أخرى هناك. ليس لنا من حماية سوى التمسك بحدود الرابع من حزيران يونيو 1967، اذ ان هذا يضمن حل كل القضايا: المياه والمستوطنات والقدس والحدود والسيادة". وتابع قائلاً: "لذا فإن أهم ما ورد في اتفاق واي - 2 الذي وقع في شرم الشيخ مساء السبت الماضي هو المادة 1-ب التي تنص على أن الجانبين يؤكدان مجدداً ان المفاوضات على الوضع النهائي ستؤدي الى تطبيق قراري مجلس الأمن 242 و338". وأكد شعث ان الجانب الفلسطيني سيصر على أن يكون قرار الأممالمتحدة الرقم 194، بحسب ما اتفق عليه في اطار المفاوضات المتعددة الأطراف بخصوص اللاجئين في كندا عام 1994 "المرجع الوحيد الذي يفسر معنى الحل العادل لقضية اللاجئين، وهو العودة و/أو التعويض". باراك ورداً على سؤال قال شعث ان رئيس الوزراء الاسرائيلي أراد دمج اتفاق واي - 2 شرم الشيخ بالحل النهائي مقترحاً فكرة التوصل الى اتفاق اطار "وأخذ هذه الفكرة حرفياً من كامب ديفيد، وقلنا ان ما نوافق عليه في هذا السياق هو بذلك جهود حثيثة". وأضاف: "لم يعد الاطار المقترح مخيفاً بالنسبة إلينا، ولا مانع لدينا في اتباع مثال كامب ديفيد، إذ أن الاطار الذي تم التوصل اليه هناك بين مصر واسرائيل أقر أولاً بحقوق مصر وحدودها الدولية، وتضمن اجراءات أمنية واتفاقاً على اقامة علاقات عادية". واستدرك قائلاً: "نحن نرضى بما طبقته مصر، والنموذج المصري مقبول لدينا، بما في ذلك نموذج التحكيم الذي اتبع بخصوص طابا، ونحن نقبل بالتطبيع واجراءات أمنية على أساس إعادة حدود 4 حزيران يونيو 67 الينا". حدود المرونة وختم شعث قائلاً: "يمكننا إبداء مرونة في موضوعي الأمن والتطبيع وفي قضية القدس، إذ لا مانع لدينا أن تكون القدس الغربية عاصمة لاسرائيل، ولكن ليس بوسعنا في اطار الحل النهائي الخوض في جزئيات ولا شيء لدينا نعطيه للاسرائيليين سوى الأمل بمستقبل أفضل لنا ولهم. وليس من الممكن التوصل الى معاهدة سلام قبل حل كل القضايا".