رام الله الضفة الغربية - أ ف ب - اكدت الولاياتالمتحدة في رسالة ضمانات وجهتها وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الادارة الاميركية تعتبر ان مفاوضات الحل النهائي التي ستبدأ بعد ايام عدة "فرصة من اجل تحقيق الشعب الفلسطيني آماله بتقرير مصيره على ارضه". ونشرت صحيفة "الايام" الفلسطينية التي تصدر في مدينة رام اللهبالضفة الغربية في عددها الصادر أمس ما وصفته ب"ترجمة غير رسمية لنص الرسالة" التي وجهتها اولبرايت لعرفات استجابة لمطلب الفلسطينيين بالحصول على رسالة ضمانات اميركية بخصوص تطبيق اسرائيل لمذكرة شرم الشيخ. كما نشرت الصحيفة نصاً آخر لرسالة ضمانات موجهة من الاتحاد الاوروبي ومرسلة الى عرفات من تارجا هالونين وزيرة خارجية فنلندا التي ترأس بلادها الدورة الحالية لاتحاد الاوروبي. وحسب ما نشرته "الايام" فقد اكدت اولبرايت لعرفات في رسالة الضمانات ان "تطبيق الالتزامات العالقة المنبثقة من المذكرة سوف يستمر كما تم الاتفاق عليه ووفق ما هو محدد وبغض النظر عن التطورات في المفاوضات ذات العلاقة بقضايا الوضع النهائي". واضافت اولبرايت بهذا الخصوص انها "علمت من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ان اسرائيل ستطبق اعادة الانتشار اللاحقة المنصوص عليها في المادة 2 ج من المذكرة حتى لو لم تتوصل الاطراف الى اتفاق الاطار المنصوص عليه في المادة 1 ج في الموعد المحدد". وتشكل هذه الفقرة من رسالة اولبرايت ضمانة اميركية للسلطة الفلسطينية بأن لا تعطل اسرائيل الانسحاب الثالث المقرر ان يتم تنفيذه حسب الاتفاق في مرحلة اقصاها 20 كانون الثاني يناير المقبل في حال لم يتم التوصل الى اطار مباديء حول قضايا الحل النهائي. ووفق مذكرة شرم الشيخ فأنه ينبغي التوصل الى اطار المبادئ هذا خلال خمسة أشهر من بدء مفاوضات الوضع النهائي. وفي مجال تقديمها ضمانات للجانب الفلسطيني بالتزام اسرائيل بتنفيذ ما ورد في مذكرة شرم الشيخ استخدمت اولبرايت في الرسالة أكثر من مرة "تأكيدات" ذكرت ان باراك قدمها لها خلال المحادثات التي دارت بينهما. وبخصوص مفاوضات الوضع النهائي ذكرت اولبرايت في رسالتها ان "رئيس الوزراء باراك اكد لنا انه لن يدخر جهدا لتحقيق اتفاق حول الوضع الدائم خلال عام، ونحن نفهم انك ايضاً اي عرفات لن تدخر جهداً للتوصل الى اتفاق". وتابعت في هذا السياق: "ننوي نحن ايضاً ان نقوم بكل ما هو بامكاننا لتسهيل اتفاق الحل الدائم خلال الفترة المنصوص عليها في المذكرة 13 ايلول/ سبتمبر 2000". واكدت اولبرايت مجدداً في رسالتها ضرورة "خلق الاجواء المناسبة لانجاح المفاوضات على اساس متسارع" وذلك من خلال "عدم قيام اي من الطرفين باجراءات احادية من شأنها ان تقوض هذه الاجواء". واضافت في فقرة خاصة عن الاستيطان اليهودي في المناطق الفلسطينية "نحن نتفهم قلقكم من النشاط الاستيطاني، وكما كتب لك الرئيس بيل كلينتون في السابق فإن الولاياتالمتحدة تعلم الى اي مدى كان النشاط الاستيطاني مدمرا لعملية السلام الفلسطيني-الاسرائيلي". وختمت اولبرايت رسالتها بالاشارة الى الرسالة التي كتبها الرئيس كلينتون في 26 نيسان ابريل الماضي الى عرفات والتي اكد فيها ان الادارة الاميركية "تؤمن بأن المفاوضات هي الوسيلة الواقعية الوحيدة لتحقيق امال شعبك". وتابعت الرسالة: "ووفق كلمات الرئيس كلينتون نحن ندعم آمال الشعب الفلسطيني في تقرير مستقبله على ارضه.. وباستئناف مفاوضات الحل الدائم وفق هذه المذكرة ستتوفر لكم الفرصة لتحقيق هذه الآمال". اما رسالة الاتحاد الاوروبي فقد اكدت مجدداً بشكل قاطع حق الفلسطينيين في تقرير المصير بما في ذلك اقامة دولة فلسطينية وشددت على ان بامكان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التوصل الى حل خلال عام واحد. وكررت الرسالة الاوروبية الموقف الاميركي بضرورة تنفيذ "كل القضايا العالقة وفق الجدول الذي تم الاتفاق عليه وبغض النظر عن التطورات المتعلقة بقضايا الحل الدائم". كما كررت الرسالة تأكيد على "اعلان برلين في آذار مارس الماضي والذي شدد على حق الفلسطينيين القاطع بتقرير المصير بما في ذلك خيار الدولة.. وان الاتحاد يؤمن بأن من الممكن اكمال مفاوضات الحل الدائم خلال الهدف المنصوص عليه وهو عام واحد". ودعت الرسالة الجانبين الى "عدم اتخاذ خطوات تحكم مسبقا على نتائج مفاوضات الحل الدائم وعن اي نشاط يخالف القانون الدولي بما يشمل جميع الانشطة الاستيطانية والى محاربة التحريض والعنف".