نيويورك - أ ف ب، رويترز - واصلت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت جهودها لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط في مسعى لاثناء الرئيس ياسر عرفات عن عزمه اعلان دولة فلسطينية في الرابع من ايار مايو المقبل. والتقت اولبرايت في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو بعدما كانت عقدت اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني استغرق ثلاث ساعات وصفته بأنه لقاء "جيد". واعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي للاذاعة الاسرائيلية بعد لقائه اولبرايت، عن معارضته أي اتفاق جزئي في شأن الانسحاب العسكري الاسرائيلي من الضفة الغربية كما تقترح الولاياتالمتحدة. واضاف: "لم نتحدث عن اتفاق جزئي مع اولبرايت وانما عن اتفاق انتقالي هو وحده قيد البحث منذ أشهر"، في رد على اقتراح الخارجية الاميركية ان يتم التوصل الى اتفاق جزئي اسرائيلي - فلسطيني في الايام المقبلة بهدف تحريك عملية السلام. ونفى نتانياهو كذلك ان يكون وافق على فرض قيود جديدة على بناء المستوطنات، مؤكداً ان "سياستنا معروفة، نحن لا نبني مستوطنات جديدة بل نكتفي ببناء أحياء جديدة في المستوطنات لمواجهة النمو الديموغرافي الطبيعي". واعلن انه لم يعط موافقته النهائية على الاقتراح الاميركي في شأن الانسحاب العسكري من الضفة بنسبة 13 في المئة، مشيرا في الوقت نفسه الى "تقدم" في هذا الصدد، وقال: "نحن على وشك التوصل الى اتفاق في هذا الموضوع الذي ستتحول بموجبه 3 في المئة من اصل ال 13 في المئة الى محمية طبيعية تحتفظ فيها اسرائيل بالسيطرة الكاملة على المسائل الامنية، لكننا لم نصل الى المرحلة النهائية". واضاف ان "مسألة الامن تبقى في صلب المشكلة لاننا لن نعيد ارضا الى الفلسطينيين ما لم نتلق ضمانات بأن هذه الارض لن تستخدم كقواعد لارهابيي حماس حركة المقاومة الاسلامية". ووجه نتانياهو تحذيرا جديدا الى عرفات في شأن اعلان الدولة الفلسطينية، وقال: "في حال أعلن مثل هذا الاجراء الاحادي سنقوم بالمثل، لكني آمل في أنه لن يسلك هذا الطريق لان ذلك سينسف أي احتمال للتوصل الى اتفاق في شأن الوضع النهائي" للاراضي الفلسطينية. ولا يتوقع أي من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني تحقيق تقدم قبل لقاء الرئيس بيل كلينتون مع كل من عرفات ونتانياهو خلال الايام القليلة المقبلة. ومن المقرر ان يلتقي نتانياهو اليوم في واشنطن كلينتون الذي سيجتمع بعد ذلك مع عرفات. وقال مسؤولون اميركيون انه يمكن الاعداد لاجتماع ثلاثي بين كلينتون وعرفات ونتانياهو اذا اقتضت الضرورة ذلك. واضافوا ان اولبرايت قد تعقد مزيدا من الاجتماعات. وقال مسؤول اسرائيلي ان الرئيس الاميركي قد يعلن التوصل الى اتفاق مبدئي على صيغة ال 10 في المئة اضافة الى ال 3 في المئة خلال الايام القليلة المقبلة على ان يسعى الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي الى حل المشاكل الاخرى العالقة خلال اسبوعين. وعن لقاء اولبرايت وعرفات، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن ان الجانبين سيدخلان فورا في صلب المحادثات التي اقتصرت عليهما من دون وجود مساعدين، في علامة على تصميم اولبرايت على "المساعدة في التوسط في اتفاقات تحقق تقدماً" بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واعتبر ان الهدف من هذه المحادثات هو التوصل الى اتفاق جزئي "مبدئي او مفصل" في شأن ملفات رئىسية تعرقل استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائىلية. واضاف: "سنرى ما اذا كان بإمكاننا تحقيق تقدم في الملفات الكبرى والمحافظة على هذا التقدم" من اجل التوصل الى اتفاق شامل لاحقاً. ويعتبر الحديث عن اتفاقات جزئية تحولا موقتا في الاستراتيجية الاميركية التي استهدفت حتى الان التوصل الى اتفاق شامل في شأن الانسحاب الاسرائيلي والاجراءات الامنية لتمهيد الطريق امام مفاوضات "الوضع النهائي" بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واعلن روبن ايضا ان اولبرايت ستحاول اقناع عرفات بأن لا ينتهز فرصة إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك اليوم ليؤكد فيه انه سيعلن دولة فلسطينية مستقلة مع انتهاء عملية اوسلو في ايار مايو عام 1999 وبغض النظر عن طبيعة المفاوضات مع اسرائيل في ذلك التاريخ. وقال: "نعتقد ان هذا الامر سيكون خطأ وسيكون مضرا الإدلاء بتصريحات أحادية الجانب بما في ذلك تصريح في شأن دولة فلسطينية"، مشيرا الى ان اولبرايت نقلت هذا الامر بوضوح الى الرئىس الفلسطيني.