ستضاف "ورقة ضمان أميركية" اخرى الى ملف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية للخروج، في ما يبدو، من المأزق المحرج الذي وجد زعماء المنطقة أنفسهم فيه بسبب تعثر التوقيع على اتفاق "واي 2" في الاسكندرية في موعده اول من امس. هذا ما أكدته مصادر ديبلوماسية غربية ل "الحياة" قبل ساعات من اجتماع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مع الرئيس ياسر عرفات في مدينة رام الله مساء أمس بعد عودة الاخير من الاسكندرية من دون التوقيع على الاتفاق الجديد بسبب تخلف رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك عن الحضور. ومن المفروض أن تشمل ورقة الضمانات الاميركية الجديدة تفسيراً مفصلاً للبند العاشر من الاتفاق موضع التوقيع الذي ينص على "امتناع الطرفين عن القيام بخطوات احادية الجانب خلال الفترة الزمنية المنصوص عليها في الاتفاق الا بموافقة الطرفين". وأكدت مصادر في الطاقم التفاوضي الفلسطيني ل "الحياة" أنها سعت من وراء وضع هذا البند في الاتفاق الى وقف الاجراءات الاسرائيلية المتعلقة بالاستيطان في الاراضي المحتلة وعمليات فرض الامر الواقع التي تمارسها الدولة العبرية في مدينة القدس. وأشارت المصادر ذاتها الى أن حكومة باراك استغلت هذه النقطة وطلبت اضافة عبارة "توضيحية" تتضمن التزام السلطة الفلسطينية عدم الاعلان عن الدولة المستقلة من دون موافقة اسرائيل. وتضاربت الانباء في شأن فحوى رسالة الضمانات، اذ أصر الفلسطينيون على موقفهم المستند الى تعهدات اميركية واوروبية سابقة بالاعتراف بالدولة حال اعلانها في نهاية العام الحالي. وفي المقابل، اعتبر الاسرائيليون أن هذه المسألة يجب أن تدخل في اطار "الخطوات الاحادية الجانب" التي يحظر على الفلسطينين القيام بها. وحسب المصادر ذاتها، فان "الحل الوسط" الذي تسعى وزيرة الخارجية الاميركية الى اقناع الطرفين به هو حصولهما معاً على ورقة ضمانات من واشنطن تتضمن تعهدا منفصلا من الطرفين بالامتناع عن القيام بخطوات احادية الجانب بما في ذلك اعلان الدولة ضمن اطار زمني محدد لا يتجاوز سنة كاملة من بدء مفاوضات الحل النهائي. وأدلى عرفات بتصريحات متناقضة عن التوصل الى اتفاق نهائي مع الاسرائيليين. وفيما أعلن في الاسكندرية أن الاتفاق تم وأن مراسم توقيعه ستجرى في شرم الشيخ مساء اليوم السبت، عاد وأكد فور وصوله الى غزة أن "بعض العوائق ما تزال تعترض الاتفاق". وعندما سئل عرفات عما يعنيه بهذه العوائق، رد بالقول أن الحكومة الاسرائيلية "تحاول التنصل من تعهدات سابقة اتفق عليها". ودعا عرفات فور وصوله الى اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية قبل ساعات من لقائه اولبرايت. وقالت مصادر فلسطينية ل "الحياة" أن عرفات كلف وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث بمتابعة قضية اطلاق الاسرى الفلسطينيين مع الجانب الاسرائيلي بعد أن رفض كل من دحلان وعريقات القبول باطلاق 350 أسيراً فقط، هو العدد المعروض اسرائيليا وطالبا باطلاق 400 أسير. وأوضحت المصادر: "أبعد الرئيس عريقات ودحلان عن معالجة هذه المسألة لرفضهما الرقم الاسرائيلي". ونقلت مصادر اسرائيلية أن عرفات وافق في نهاية المطاف على اطلاق 350 أسيرا فقط في هذه المرحلة، مضيفة أن الرئيس الفلسطيني "أنهى عمل الطاقم التفاوضي الفلسطيني برئاسة عريقات بعدما لم ينل هذا الحل موافقتهما". وكانت اولبرايت اجرت مفاوضات مطولة مع باراك فور وصولها الى تل أبيب مساء الخميس وفي ساعات صباح أمس قبل لقائها وزير خارجيته ديفيد ليفي. وأعرب ليفي في المؤتمر الصحافي المشترك مع اولبرايت عن اعتقاده بأن الاتفاق "بات وشيكا" واصفا الاتفاق الجديد بأنه "صيغة معدلة لمذكرة واي" تتجاوب مع المتطلبات المستجدة وتخدم الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي". وقالت اولبرايت، من جهتها، أن التوقيع على الاتفاق سيؤجل بسبب "حرمة السبت" وذلك بعد أن اعربت عن ارتياحها لتصريحات الرئيس الفلسطيني في الاسكندرية. الا ان الوزيرة الاميركية قالت: "لا نقول هناك اتفاق حتى يكون هناك اتفاق". واوضحت اولبرايت أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي "تمكنا من تجاوز الخلافات بنفسيهما وبمساعدة أميركية ليست كبيرة". وقالت مصادر اسرائيلية رسمية أن باراك أمر طاقماً اسرائيلياً لوجستياً بالتوجه الى شرم الشيخ للاعداد لوصوله للمشاركة في توقيع الاتفاق الجديد "اذا تم التوصل اليه". وأشارت المصادر ذاتها الى أن الجانب الفلسطيني "لم يرد بعد بشكل واضح على المقترحات الاسرائىلية المتعلقة بتنفيذ اتفاق واي".