جدد رئيس الحكومة سليم الحص التزام لبنان قيام سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط ورفضه توطين الفلسطينيين على ارضه. وأبلغ هذا الموقف الى نائب وزيرة الخارجية الاميركية توماس بيكيرنغ ومساعدها لشؤون الشرق الاوسط مارتن أنديك خلال اجتماعه معهما في مقر اقامته في نيويورك، حيث يشارك في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة. وأشارت مصادر الوفد اللبناني الى ان "المسؤولين الاميركيين لم يحملا شيئاً بالنسبة الى استئناف مفاوضات السلام وانهما اطلعا من الرئيس الحص على الموقف اللبناني من الموضوع". وقال أنديك بعد الاجتماع "بحثنا تفصيلاً في عملية السلام وطرق التوصل الى انجاز سلام يتم التفاهم عليه بين اسرائيل والفلسطينيين ولبنان وسورية، وفي سبل تأمين الاتصالات بالافرقاء المعنيين. وأردنا ان نعرف التجاوب اللبناني والسوري في هذا الصدد". وعن التوطين، قال ان "الرئيس الحص اثار هذا الموضوع خلال الاجتماع وهو يعتبره مهماً ونحن نرى ان مسألة اللاجئين هي من ضمن السلام في المنطقة". وقال الحص عن حصيلة اجتماعه مع وزير الخارجية السورية فاروق الشرع وبيكيرنغ وأنديك "تناول البحث الاتصالات القائمة لتذليل العقبات التي تحول دون استئناف مسيرة التسوية خصوصاً على المسارين اللبناني والسوري". وعن خطاب الرئيس الاميركي بيل كلينتون امام الاممالمتحدة وخلوّه من اي كلام على قضية الشرق الاوسط، قال ان "هذا الامر لفتنا على رغم كل الاهتمام الذي تبديه الادارة الاميركية لاستئناف محادثات التسوية". وفي غداء اقامه قنصل لبنان العام في نيويورك حسن سعد على شرف الحص، قال ان "الوحدة الوطنية تجلت في اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب وتضمن الرفض المطلق للتوطين، وهو رفض لا علاقة له بالديموغرافيا، وانما يتعلق بالوحدة والوفاق الوطني". وأضاف ان "لبنان يحتاج الى سواعد كل ابنائه في كل العالم". ولفت السيناتور الاميركي اللبناني الاصل راي لحود الذي حضر المأدبة، الى ان زيارة الوزيرة أولبرايت لبنان "تشجع كل الاميركيين على استخدام مطار بيروت، وهذه الخطوة مهمة على صعيد السلام وانني متفائل بما يجري في الشرق الاوسط". إلى ذلك، تحدث السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد بعد لقائه أمس في بيروت مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين، عن "إمكان التوصل الى سلام عادل ودائم، يعني مستقبلاً أفضل للبناني ولدول المنطقة، وعن رغبة بلاده في بذل المساعي في سبيل ذلك". ورأى المفتى قباني "ان المسار اللبناني - السوري وحده يضمن تحرير الجنوب والبقاع الغربي والجولان ويحصن لبنان من المؤامرات الإسرائيلية". وقال الوزير السابق فؤاد بطرس "ان هناك أملاً ملموساً بحصول السلام، للمرة الأولى منذ 50 سنة، على رغم ما سيصادف هذه المسيرة من عثرات أتمنى ان يتغلب عليها الافرقاء، لتنتهي العملية في شكل يرضي العرب ويؤمّن حقوقهم المشروعة".