جدد رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص "موقف لبنان المتمسك بالقرار الدولي الرقم 425 القاضي بالانسحاب الاسرائيلي الفوري من دون قيد ولا شرط وعدم الدخول في التسوية الا في اطار وحدة المسارين اللبناني والسوري"، في وقت حرص السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد الذي اطلعه على نتائج مهمة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط مارتن أنديك في المنطقة، على "الدعوة الى التهدئة وضبط النفس في جنوبلبنان"، مشيراً الى ان "الحكومة الاميركية نقلت هذه الرغبة الى الأطراف المعنيين بالوضع". وكان الحص افتتح امس المؤتمر القومي العربي التاسع بمشاركة 230 شخصية، وألقى كلمة تناول فيها "مقاومة الشعب التي تجلت باقتحام الشبان الجامعيين اللبنانيين بلدة أرنون في عملية فدائية وأعادت اليها والى اهلها الحرية وقد كانت قبلها مجزرة قانا حيث سال الدم غزيراً فداء لبنان وعروبته وكرامته، على رغم ان لبنان ليس هو القطر العربي الاكبر والاقوى او الاغنى". وقال ان "الغلبة كانت لإسرائيل حين كان العرب يواجهونها بالسلاح الذي تتفوق به عليهم، وعندما قرر العرب مواجهة اسرائيل بالسلاح الامضى الذي تتفوق به وهو الانسان بما فيه من ايمان وصبر وارادة ونية وروح الفداء، غدت الغلبة لنا نحن العرب كما حصل في الانتفاضة التي دفعت اسرائيل الى منطق الانسحاب من لبنان والقبول بالقرار 425 ولو بشروط مشبوهة". ولفت الى "التحول الحاصل في مشهد الصراع العربي - الاسرائيلي حيث اصبحت اسرائيل هي التي تشكو لبنان امام لجنة تفاهم نيسان أبريل بعدما كان العرب يشكونها امام المحافل الدولية عند كل اعتداء". وعلم ان ساترفيلد الذي جال امس على رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس الحص ورئيس الحكومة السابق النائب رفيق الحريري، دعا خلال لقاءاته الى "ضرورة التهدئة وضبط النفس في جنوبلبنان"، وشدد كما نقل عنه مصدر رسمي لبناني على ان الحكومة الاميركية نقلت هذه الرغبة الى الاطراف المعنيين بالوضع في الجنوب. وأكد ان "واشنطن اتصلت لهذه الغاية ايضاً بدمشق"، مشيراً الى ان "اي تصعيد في الجنوب يمكن ان يعطي في الوقت الحاضر ورقة للمتشددين في اسرائيل يحاولون استغلالها قبل موعد اجراء الانتخابات بغية تقوية موقعهم واستثماره في العملية الانتخابية". وجدد ساترفيلد تأكيده بعد لقاء بري "الرغبة في رؤية الوضع هادئاً ومستقراً الى ابعد الحلول"، مشيراً الى ان "هذا الامر من الاهتمامات والمصالح المشتركة للاطراف كافة". ولفت الى ان البحث تناول زيارة أنديك للمنطقة واعادته تأكيد التزام الولاياتالمتحدة العمل من اجل سلام شامل وعادل وإحياء المفاوضات على المسار السوري. وعن التحليق الاخير للطائرات الحربية الاسرائيلية في الاجواء اللبنانية، قال "على الاطراف كافة ان يبذلوا كل ما في وسعهم من جهود في سبيل تفادي اي عمل قد يؤدي الى العنف والتصعيد". وسئل: هل تناول البحث مع بري مشروع حماية الملكية الادبية والفنية المعروض اليوم على الجلسة النيابية العامة والمتعلق بشركات الكومبيوتر ومنها "مايكروسوفت"؟ اجاب "نأمل كثيراً بأن يقدم المجلس على حماية حقوق الملكية"، معتبراً انها "خطوة مهمة وضرورية للبنان والبلدان الاخرى، واذا كان هناك من توجه لدخول كامل في اطار العصر الحديث فإن الحسنات والضمانات هي للبنان وشعبه والاقتصاد اللبناني". وسلّم ساترفيلد الحص تقريراً عن نتائج مهمة أنديك، آملاً بإحراز تقدم نحو قرارات شاملة، ومؤكداً عزم بلاده الاستمرار في متابعة العمل مع كل الاطراف لتأمين الاستقرار والحفاظ عليه. ووصف محادثاته مع الحريري بأنها مثمرة، ولقاءات أنديك في دمشق بأنها بناءة. وقال ان "الحكومة الاميركية ملتزمة العمل لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وزيارة أنديك دليل الى هذا الالتزام". وقال "لا يمكن وصف عملية السلام بالمجمدة ونحن نعمل لتكون الاجواء مؤاتية لتحقيق التقدم". وكرر الدعوة الى الحفاظ على الهدوء في الجنوب ووصف زيارته للبقاع بأنها "كانت جيدة وموفقة وممتعة ولم تحدث صعوبات". وكان الحريري التقى السفير البريطاني في لبنان ديفيد روس ماكلينان الذي قال ان "اللقاء يأتي في اطار اللقاءات المستمرة التي نجريها مع المسؤولين اللبنانيين والفاعليات السياسية لتبادل وجهات النظر في الاوضاع في المنطقة". وعن جولة أنديك على المنطقة، قال ان "الادارة الاميركية تقوم بدور فاعل وهذا يتزامن الآن مع الزيارة المرتقبة لوزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت للمنطقة الاسبوع المقبل، وسيزور بيروت ويلتقي المسؤولين اللبنانيين". ودعا الى "الحفاظ على الاتصالات الجارية واستمرارها في هذه المرحلة التي تتلازم مع اجراء الانتخابات في اسرائيل، بهدف تحقيق تقدم على صعيد عملية السلام". وعن دور الاتحاد الاوروبي، قال "كان له ولا يزال دور فاعل في عملية السلام ونحن متفائلون بحصول نتائج ايجابية في المستقبل المنظور". وكان النائب حسين الحاج حسن حزب الله طالب الحص امس بأن "يطلب من البعثات الديبلوماسية كافة احترام السلامة العامة والمواطنين اللبنانيين وليس كما حصل اول من امس حين قام مرافقو السفير الاميركي بشهر اسلحتهم في وجه مواطنين لبنانيين كانوا يعبرون عن تضامنهم مع الجنوب والبقاع الغربي". ونقل عن الحص انه "راغب في لفت السفراء وتحديداً الاميركي الى ذلك.