أعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ان "الاميركيين متفائلون بتحريك المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل في مدة قريبة". وقال "نحن أمام مفترق ستترتب عليه تطورات جديدة خلال ستة اشهر وعلينا ان نتهيأ لهذه التطورات على كل المستويات". وتوقع بري، كما نقل عنه نواب "لقاء الاربعاء" الاسبوعي امس في ساحة النجمة بعد عودته من القصر الجمهوري حيث التقى رئيس الجمهورية أميل لحود، ان يزور مساعد وزيرة الخارجية الاميركية مارتن انديك ومنسّق عملية السلام في الشرق الاوسط دنيس روس المنطقة قريباً لبلورة هذه المسألة. وأشار الى ان المحادثات التي أجراها خلال لقاءاته مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قبل ثلاثة ايام، والسفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد امس، تركزت على الوضعين اللبناني والاقليمي. وقال ان "الامور التي قد تحدث محصورة في الاشهر الستة المقبلة اذ بعد هذا التاريخ ستدخل الولاياتالمتحدة في التحضير للانتخابات الاميركية". وأشار بري الى انه تمنّى على الملك عبدالله زيارة قانا البلدة التي ارتكبت اسرائيل مجزرة فيها، فوعده بأنه "سيلبي هذه الزيارة في مرحلة لاحقة". وعن قول رئيس الحكومة الاسرائىلية ايهود باراك ان الانسحاب من لبنان قد يتم قبل السابع من تموز يوليو المقبل، أكد بري ان "هذا الكلام لا يعني عدم حصول انسحابات جزئية قبل هذا التاريخ". وبحث النواب مع بري في موضوع التنصت على الهاتف الذي سيترأس اليوم اجتماعاً لمناقشته، فأكد انه "ذاهب فيه الى أبعد حد أي الى تشريع قانون لتنظيم التنصت". وتحدث عن إمكان عقد جلسة تشريعية في 28 و29 ايلول سبتمبر الجاري. وقال "بما ان لا مشاريع واقتراحات قوانين كافية لعقد مثل هذه الجلسة سأوعز الى لجنة المال والموازنة لتحريك بعضها". وكان رئيس المجلس التقى السفير ساترفيلد في حضور النائب محمد عبدالحميد بيضون. واوضح السفير الاميركي "ان البحث تركز على زيارة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت للمنطقة ومحادثاتها مع كل الاطراف والتزام الولاياتالمتحدة الاميركية دفع عملية السلام من اجل حلّ شامل، وتناول ايضاً زيارة مساعد المدير العام لمكتب آسيا والشرق الاوسط في الوكالة الاميركية الدولية للتنمية روبرت راندولف لبيروت، للبحث في برامج المساعدات التنموية التي نقوم بها في لبنان". وأشار ساترفيلد الى ان محادثاته مع بري "كانت جيدة، وأبديت له تفاؤلنا وأملنا بالتوصل الى حلّ شامل في اطار عملية السلام، يفيد منه لبنان والاطراف الآخرون". وسئل: هل من عناصر جديدة تبعث على التفاؤل في شأن عملية السلام؟ أجاب "تفاؤلنا مبني على اقتناع أساسي هو ان كل الاطراف في المنطقة يريدون استئناف المفاوضات والتوصل الى نتائج ناجحة في أقرب وقت ممكن، ونحن نعمل ما في وسعنا، أي الرئيس الاميركي بيل كلينتون والوزيرة أولبرايت من اجل تحقيق هذا الهدف". وسئل: هل تعتقد ان الروزنامة قصيرة لاستئناف المفاوضات على المسار اللبناني السوري؟ أجاب "نأمل بأن تستأنف المفاوضات في أسرع وقت ممكن وهذا ما نبذل الجهد من أجله". وسئل: هل ناقش الاسرائىليون مع الجانب الاميركي خطة الانسحاب من لبنان التي أعلنوها؟ وهل ينظر اليها جدياً؟ أجاب "نأمل باستئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري وان يحرز المفاوضون تقدماً في أقرب وقت ممكن". وعن اعتبار البعض دعوة أولبرايت الى التهدئة في الجنوب "تهدئة مقنعة لوقف المقاومة". أجاب "ما قالته وزيرة الخارجية كان ان من المهم جداً اذا كانت هناك مفاوضات ينبغي ان تنجح، وان يكون مناخ المحادثات سليماً ما أمكن، ونرغب في ان نرى تراجعاً في أعمال العنف في الجنوب اللبناني ونريد ان يتوافر مناخ ملائم يدعم المفاوضات ولا يعمل ضدها". من جهة ثانية، جال راندولف يرافقه مدير بعثة وكالة التنمية في لبنان جيمس ستيفنس والسفير ساترفيلد على الرئيس لحود وسليم الحص. وقال انه بحث مع رئيس الحكومة "المشاريع التي تنفذها الولاياتالمتحدة في لبنان في مجالات عدة وهي تخصص في هذا الاطار مبلغ 12 مليون دولار اميركي لتنفيذ مشاريع تتعلق بالثروة المائية وايجاد الزراعات البلدية للمخدرات في البقاع". وشدد على "التعاون المشترك بين الوكالة والحكومة اللبنانية وأبدى الرئيس الحص حرصه الكامل على تنفيذ هذه المشاريع التي تعود بالفائدة على عدد كبير من القرى اللبنانية. ويشمل هذا البرنامج انشاء خزانات للمياه، وبناء البنية التحتية لايصال المياه الى قرى عدة". وأكد راندولف ان "كل المشاريع تنطلق من احتياجات الاهالي وطلباتهم"، وأشار الى طلب رئيس الحكومة "تنفيذ المشاريع البديلة لزراعة الحشيشة في البقاع وهي مشاريع زراعية مختلفة بدأت البعثة التابعة للوكالة في بيروت بالعمل عليه".