إسلام آباد - رويترز - قال زعيم حركة "طالبان" الافغانية الملا محمد عمر ان اسامة بن لادن ليس ارهابياً. وقال في بيان نقلته وكالة الانباء الاسلامية الافغانية امس: "اسامة ليس ارهابياً. لكن هناك عداوة شخصية بينه وبين اميركا". وتابع زعيم "طالبان" التي يعيش ابن لادن في ظل حمايتها: "زعم اميركا ان اسامة ارهابي خطأ ... اسامة يقول ان اميركا اعتدت على العالم الاسلامي. وهذه قضية اخرى". وقال ان ل"طالبان" اعداء في دول عدة لكنها لا تطالب بتسليمهم، في اشارة الى مطالبة واشنطن حركته بتسليم ابن لادن لمحاكمته بتهمة التورط في تفجير سفارتيها في افريقيا العام الماضي. الى ذلك، احتجت الولاياتالمتحدة أمس على تهديدات أطلقها زعيم إسلامي باكستاني الاسبوع الماضي باعلان "الحرب على الأميركيين" اذا هاجمت واشنطن مخابئ في أفغانستان يُعتقد ان ابن لادن يختفي فيها. وجاء الاحتجاج في لقاء دام 90 دقيقة بين مسؤول في السفارة الأميركية ومولانا فضل الرحمن، زعيم حزب جمعية العلماء المسلمين التي نظّمت سلسلة تظاهرات ضد أميركا في خضم أنباء عن استعدادات تقوم بها لشن هجوم على ابن لادن. وقال ناطق باسم السفارة الأميركية ل"رويترز" إن "هدف اللقاء كان للتعبير عن القلق من تهديدات مولانا فضل الرحمن وأعضاء حزبه". لكن فضل الرحمن بدا غير متأثر بالاحتجاج الأميركي. إذ أبلغ تلفزيون "رويترز" ان المصالح الاميركية ستُهاجم إذا هوجمت أفغانستان. وقال: "اجبته انه اذا لم نستطع، بسببكم انتم الأميركيين، ان نشعر بالأمان في ارضنا، فإن عليكم انتم أيضاً ان لا تشعروا بالأمان في مناطقنا". وكان فضل الرحمن وجّه تهديدات الى الأميركيين وسط أنباء عن هجوم وشيك تشنه الولاياتالمتحدة على ابن لادن في ذكرى تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في السابع من آب اغسطس العام الماضي. وقال الزعيم الإسلامي الباكستاني في تهديده الذي اطلقه في مهرجان الجمعة في اسلام اباد: "في حال حصول هجوم أميركي على افغانستان، ستكون هناك حرب، ليس ضد أميركا بل ضد الأميركيين ... على السفير الأميركي ان ينقل الرسالة من الشعب الباكستاني والمجاهدين الى حكومته وهي انه والديبلوماسيين الأميركيين في باكستان لن يكونوا في امان". وترددت أنباء أخيراً عن وجود فرق كوماندوس أميركية تبحث عن ابن لادن وعن سفن أميركية أمام سواحل باكستان تستعد لاطلاق صواريخ كروز على مواقع ابن لادن في افغانستان، في هجوم مماثل للذي حصل في 20 آب اغسطس 1998 رداً على مزاعم بتورط ابن لادن وتنظيمه "القاعدة" في تفجير السفارتين. وعرضت الولاياتالمتحدة أكثر من مرة حواراً مع حركة "طالبان" في شأن تسليم ابن لادن لمحاكمته في قضية تفجير السفارتين. وعلّق مولانا فضل الرحمن على عرض الحوار الأميركي بالقول: "اجبته المسؤول في السفارة الأميركية: ما هو النفع من حوار يجري تحت ظلال صواريخ كروز؟ ... اذا اردتم تسوية سياسية للقضية فإننا مستعدون لتسوية سياسية. اذا اردتم استخدام الديبلوماسية فإننا معكم. ولكن اذا اردتم سفك الدم، فإن ردنا يكون أيضاً بالدم". وقال فضل الرحمن انه أبلغ المسؤول الأميركي ان هناك تناقضاً بين الاسلوب الذي اتبعته واشنطن ازاء محاولتها تفادي حرب رابعة بين الهندوباكستان بسبب كشمير وبين اسلوبها في التعاطي مع قضية ابن لادن. وقال: "نصحتمونا بأن نتحدث مع الهند في موضوع يتعلق بكامل مصير الأمة الكشميرية، لكنكم انتم، من أجل شخص واحد ابن لادن، تستعدون لاستخدام القوة ضده".