حققت حركة "طالبان" تقدماً كبيراً في الساعات ال 24 الاخيرة شمال كابول. واستولت على بلدتي جبل السراج وبولي موتاك. وأجبرت القوات الطاجيكية بقيادة احمد شاه مسعود على الانسحاب الى معقلهم في وادي بانشير حيث فجروا مدخله لمنع الحركة من التقدم اليه. وأعادت هذه القفزة المفاجئة ل "طالبان" خريطة الوضع العسكري الى ما كانت عليه صيف 1998 عندما سحقت الحركة معارضيها الاوزبك والشيعة وتقدمت في اتجاه ممر سالانغ، الذي يفتح امامها الطريق الى سهول الشمال الفسيحة التي تمتد من التخوم الشمالية لجبال الهندوكوش الى مناطق تتحكم بها المعارضة بشكل هش. وتمكنت الحركة خلال تقدمها في مدن وبلدات عدة شمال كابول من أسر 300 من المقاتلين الطاجيك ومصادرة نحو 1500 قطعة سلاح، فيما افيد ان المعارك خلال الايام الخمسة الاخيرة اسفرت عن وقوع اكثر من 1500 بين قتيل وجريح. وأفاد مراسلون تمكنوا من الوصول الى قاعدة بغرام الجوية وبلدة تشاريكار القريبة ان "طالبان" احكمت سيطرتها على المنطقتين بالكامل. ونقل هؤلاء عن مصادر قادمة من الجبهة ان الحركة عملت امس على تطهير بلدتي جبل السراج وقلبهار المجاورتين اللتين تبعدان نحو 80 كيلومتراً الى شمال كابول. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن مصادر مطلعة ان المقاتلين الموالين لمسعود لجأوا الى معقله في وادي بانشير الذي يبعد عشرة كيلومترات الى شمال شرق جبل السراج. وعمد هؤلاء الى نسف مدخل الوادي لمنع "طالبان" من التقدم اليه. وأفادت مصادر عدة ان المناطق الواقعة شمال العاصمة خلت من سكانها الطاجيك الذين فروا الى الوادي او الى الشمال عبر ممر سالانغ قبل وصول "طالبان" الى جبل السراج الذي يتحكم بالمدخل الجنوبي لنفق سالانغ.