أكدت مصادر ديبلوماسية غربية في اسلام اباد، امس ان قيادة حركة "طالبان" تبلغت تحذيراً اميركياً شديد اللهجة من الاستمرار في حماية الثري العربي اسامة بن لادن. وقالت المصادر ل "الحياة" ان الاميركيين ابلغوا "طالبان" عبر قنوات خاصة ان امامها ايام لحسم أمرها في شأن طرد ابن لادن او تسليمه اليهم. ولم تستبعد المصادر المطلعة على الاتصالات بين الجانبين ان يتكرر سيناريو الضربة الاميركية ضد الاراضي الافغانية التي وقعت في 20 آب اغسطس الماضي، وان تستهدف الضربة هذه المرة زعيم "طالبان" ملاّ محمد عمر كونه الداعم الرئيسي لابن لادن. واستبعدت مصادر افغانية ان يرضخ محمد عمر للتهديدات الاميركية. ونقلت عنه قوله لبعض الذين التقوه اخيراً: "اذا ابعدت ابن لادن او سلّمته، ستكون نهايتي". ولم يوضح محمد عمر كلامه لكن المصادر نفسها اشارت الى روابط عدة بين الرجلين اقلها ارتباطهما بالمصاهرة، فضلاً عن معونات مالية ودعم عسكري قدمه الثري العربي الى زعيم "طالبان"، ما مكّن الاخير حتى الآن من حسم الصراع داخل الحركة لمصلحته. وفي الوقت نفسه، ربط مراقبون بين الضغوط التي تتعرض لها "طالبان" والتصعيد العسكري الذي تقوم به القوات المناهضة لها، شمال كابول بقيادة الطاجيكي احمد شاه مسعود. شمال كابول وتدور شمال العاصمة الافغانية معارك عنيفة بين "طالبان" وقوات مسعود الذي اكد ل "الحياة" امس ان مقاتليه تمكنوا من صدّ الحركة، بعدما كانت دخلت الى ابواب طالوقان عاصمة ولاية تخار، واعترف مسعود بأهمية تخار كونها المنفذ الوحيد له الى الخارج حالياً. وقال مسعود ان مقاتليه اسروا 300 من مقاتلي "طالبان" وقتلوا مئة آخرين. كما اشار الى اسر خمسة عسكريين باكستانيين كانوا يشاركون في القتال الى جانب الحركة. وتعرضت مواقع مسعود في منطقة خواك في بنجشير الى غارات جوية متكررة اول من امس. لكنه اكد ل "الحياة" ان مناطقه محصّنة وانه واثق بقدرة رجاله على منع "طالبان" من الوصول الى هدفها وهو السيطرة على ممر سالانغ الاستراتيجي المؤدي الى الشمال. والتقى مسعود في مقره امس الوسيط الافغاني المقيم في السعودية سيّد جلال وابدى استعداده للدخول في مفاوضات حقناً للدماء. لكنه اشترط ان تكون المحادثات سرية في البداية حتى تعطي الوساطة ثمارها.