كابول - أ ف ب - اعلنت "وكالة الانباء الاسلامية" اي آي بي الأفغانية ان ميليشيا حركة "طالبان" استولت أمس الجمعة من دون قتال على قاعدة باغرام الجوية شمال كابول بعد انسحاب قوات المعارضة الافغانية منها بقيادة أحمد شاه مسعود. واوضحت الوكالة القريبة من "طالبان" ان مقاتلي هذه الحركة دخلوا من دون قتال الى القاعدة الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً تقريباً الى شمال العاصمة الافغانية. ولم يكن في وسع مصادر مستقلة تم الاتصال بها في كابول تأكيد هذا النبأ الذي نفاه ناطق باسم مسعود. وقال الناطق الدكتور عبدالله الذي تم الاتصال به هاتفياً ظهر أمس: "قبل ثلاث ساعات اتصلت برجالنا وعلمت ان القاعدة لا تزال معنا وليست هناك اي معارك". لكن مصدراً مستقلاً في العاصمة الافغانية قال ان قاعدة باغرام كانت خالية من المقاتلين الخميس بعدما سحب مسعود قواته منها. وتحتل "طالبان" قمم المرتفعات المحيطة بهذه القاعدة من الجنوب. وأضاف المصدر ان الجبهة كانت هادئة أمس الجمعة في سهل شومالي الفسيح الواقع الى شمال كابول وشمال شرقيها حيث تتنازع "طالبان" والمعارضة السيطرة منذ نهاية شهر تموز يوليو الماضي. واعتبر ان مقاتلي "طالبان" يعتزمون في الواقع ارساء الامن في المناطق التي سقطت في ايديهم في 11 آب اغسطس الجاري على بعد 30 كلم الى شمال كابول قبل ان يشنوا هجوماً جديداً على مواقع المعارضة. ونفّذت "طالبان" الخميس عملية تمشيط منهجية لهذه المناطق التي استولت أخيراً عليها في شمال كابول وتشمل كالاكان وغلدارا وداكو وايستاليف. وفي هذا الخصوص اتهمت المعارضة "طالبان" بانتهاج سياسة "الارض المحروقة" بقتل الرجال في القرى واحراق المنازل والمحاصيل. واكد احد القادة العسكريين في "طالبان" ان الميليشيا قررت العمل "على مراحل" بغية تفادي "تكرار الخطأ" الذي ارتكب الاسبوع الماضي. وبعدما استولى مقاتلو "طالبان" كلياً الاثنين على سهل شومالي ودفعوا بمسعود الى عقر داره في وادي بانشير عند التخوم الجنوبية لجبال الهندوكوش على بعد 100 كلم الى شمال كابول، اضطروا الى التراجع الى مواقعهم السابقة - 25 كلم الى شمال العاصمة - اثر هجوم خاطف الخميس لقوات مسعود. ومسعود الطاجيكي الاصل مثله مثل معظم مقاتليه هو آخر زعيم عسكري يقاتل "طالبان" التي ينتمي غالبية عناصرها الى قبائل الباشتون. وتسيطر الحركة على اكثر من 80 في المئة من اراضي أفغانستان. وكانت "طالبان" شنت هجومها اواخر تموز يوليو آملة في "القضاء نهائياً على المعارضة" بعدما قضت تباعا خلال صيف 1998 على القوات الاوزبكية بقيادة الجنرال عبد الرشيد دوستم في شمال غربي البلاد ثم على قوات الهزارة في حزب الوحدة الشيعي بزعامة كريم خليلي في الوسط. وقال خبير في الشؤون العسكرية ان حركة "طالبان" اعدت لهذا الهجوم "على الارجح قوة قوامها 20 الف رجل تقريبا لعل ربعهم من الاجانب". وتنفي باكستان مشاركة قواتها المسلحة في النزاع الافغاني. لكنها تُقر بامكان مشاركة ناشطين اسلاميين باكستانيين في القتال الى جانب "طالبان". وفي جنيف، اعربت المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة عن قلقها أمس على مصير نحو ألفي شخص معظمهم من النساء والاطفال هجرتهم حركة "طالبان" بالقوة من منطقة شومالي الى العاصمة حيث يخيمون في السفارة السابقة للاتحاد السوفياتي. وقالت الناطقة باسم المفوضية العليا جوديث كومين ان 500 امرأة و1500 طفل ونحو 24 رجلا فقط موجودون في السفارة السابقة. واضافت ان "جميع المهجرين هم من البشتون. والفصل بين العائلات امر مثير جدا للقلق على غرار مسألة مصير غير البشتون. وقد فقد مئات الاشخاص اي اثر لاهاليهم خلال التهجير القسري عندما تم فصل النساء والاطفال عن الرجال". وتحاول المفوضية العليا تقويم ظروف حياة نحو 10 آلاف شخص مهجر الى كوندوز شمال أفغانستان من القرى المجاورة ومن منطقة شومالي. ووصل 800 مهجر الى مدينتي طولقان في اقليم تخار و500 في ضواحي مدينة بول-اي-خمري في شمال البلاد.