تتجاهل السلطات الصينية التي تتهيأ للاحتفال بمرور خمسين عاما على بداية الحكم الشيوعي، سنوات النظام السوداء، حسبما يظهر معرض لتماثيل الشمع اقيم لتمجيد "ابطال" البلاد. بكين - أ ف ب - خصص معرض اقيم مع اقتراب الذكرى الخمسين لقيام نظام الاول من تشرين الاول اكتوبر في الصين، مساحات واسعة للامبراطور الاحمر الاول ماو تسي تونغ والامبراطور الاحمر الثاني دينغ خسياو بينغ، مستبعدا القادة المنبوذين في نظر النظام. ومن ابرز القادة موضع الخلاف لين بياو الذي كان "وريث" ماو المرتقب وجيانغ كينغ ارملة "قائد السفينة الاكبر" اللذين لم تقم لهما تماثيل رغم دورهما الاساسي في "الثورة الثقافية" 1966-1976. وتقول احدى حارسات المعرض انه "لا يتضمن الا ابطال الشعب". وبدا عليها الارتباك لدى ذكر "نائب الرئيس" لين بياو الذي اصبح "خائنا" بعد فراره الى منغوليا في 1971. وما زال معظم الصينيين يكرهون لين بياو الذي اتهم بتدبير مؤامرة ضد ماو، لانهم يرون انه وقف وراء اسوأ تجاوزات "للثورة الثقافية" رغم دوره الرئيسي في انتصار الشيوعية في 1949. وما زال الصينيون يكرهون جيانغ كينغ، التي حكم عليها بالاعدام في 1980 لدورها الرئيسي على رأس "عصابة الاربعة". ويحملونها مسؤولية الجنون الذي رافق سنوات ماو، رغم انها امضت اربعين عاما زوجة لمؤسس الجمهورية الشعبية. كما طوى النسيان هو ياوبانغ وزاو زيانغ، مساعدي دينغ خسياو بينغ لارتباطهما الوثيق بحوادث تيانآنمين 1989، اذ شكل موت هو ياوبانغ اشارة انطلاق التظاهرات الطلابية دعما للديموقراطية. وابعد زهاو عن السلطة لمعارضته استخدام القوة ضد المتظاهرين. ومنذ ذلك الحين يقيم زهاو قيد الاقامة الجبرية في بكين. ويبرز استبعاد الامينين العامين للحزب الشيوعي، رغم دورهما في الاصلاحات الاقتصادية التي يفتخر بها النظام الحالي، تصميم السلطة على تجاهل الذكريات البشعة التي شهدتها الاعوام الخمسون الماضية. ويظهر ماو في المعرض متأملا على قمة جبل لوشان في مشهد يعود للعام 1959 اي في الفترة الواقعة بين "الوثبة الكبرى الى الامام" و"الثورة الثقافية"، الحركتين اللتين تعتبران مسؤوليتين عن موت ملايين الصينيين. ويظهر دانغ خسياو بينغ في مشهد يعود للعام 1984 واقفا امام السيارة التي استقلها لاستعراض القوات العسكرية في الذكرى الخامسة والثلاثين للنظام. وتقول احدى الزائرات: "في ذلك الحين كان الصينيون يعبدونه. اذ حررنا من الماوية وكان ذلك قبل خمس سنوات من ارساله الدبابات الى تيانآنمين". وفي المعرض مشهد مؤثر يلخص منفردا كل تناقضات الماضي: تمثال ليو شاوكي، الرئيس السابق الذي تركه ماو يموت في السجن عام 1969، يقف غير بعيد عن تمثال قائد السفينة الاكبر. ويقول احد الحراس: "جاءت وانغ غوانغماي ارملته لرؤية التمثال واغرورقت عيناها بالدموع لشدة الشبه". وتشير ليو لو، وهي من مسؤولي المعرض الى الرئيس جيانغ زيمين قائلة انه الوحيد من قادة الصين الحاليين الذي اقيم له تمثال من الشمع واقفا امام ناطحات سحاب ترمز الى تحديث البلاد وعصرنتها. وتضيف: "اضطررنا الى سحب التمثال لان الرئيس بدا يافعا"، مؤكدة العمل حاليا على اعادة صنع الوجه.