يستأنف السفير الأميركي فرانك ريتشياردوني المكلف التنسيق مع أطراف المعارضة العراقية، لقاءاته مع تنظيمات المعارضة والقيادة الموقتة ل"المؤتمر الوطني العراقي الموحد" في لندن الأسبوع المقبل. وعلمت "الحياة" من مصادر موثوق بها ان ريتشياردوني سيلتقي إسلاميين معارضين، والسيدين حسين الصدر إسلامي وغسان العطية مستقل. وستطرح خلال لقاءات لندن مسألة عقد الاجتماع الموسع للمعارضة في داخل العراق، وكذلك اجتماع الجمعية الوطنية ل"المؤتمر" المعارض لنظام الرئيس صدام حسين. وعلم ان "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" بزعامة السيد محمد باقر الحكيم باشر جهوداً مكثفة في اتجاه دعم عقد الاجتماع الموسع داخل العراق، تحديداً في حلبجة في كردستان، وأن وفداً من المجلس يزور المنطقة. وذكرت مصادر المعارضة ان الوفد يضم الشيخ همام حمود والشيخ محسن الحسيني، وسيزور حلبجة للقاء المرشد العام للحركة الإسلامية الكردستانية الشيخ علي عبدالعزيز، كما سيلتقي الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني السيد جلال طالباني. وشددت المصادر على أن الحركة الإسلامية عرضت استضافة اجتماعات المعارضة في حلبجة، وتأمين حماية لها، بصرف النظر عن موقف الولاياتالمتحدة من طلب المعارضة ضمانات أمنية أميركية تحسباً لدفع بغداد قوات إلى شمال العراق. يذكر أن حلبجة تخضع لسيطرة الحركة الإسلامية، وقال الناطق باسم "المجلس الأعلى" في لندن الدكتور حامد البياتي ل"الحياة" إن "زيارة وفد المجلس لكردستان تأتي للبحث مع الاخوة في الحركات الكردية في مستجدات العراق، وعقد الاجتماع الموسع للمعارضة". ولفت إلى أن "من شروط نجاح الاجتماع عقده داخل العراق، وتركيزه على عمل جدي للتغيير وليس عملاً إعلامياً أو سياسياً فقط". وزاد ان "المجلس لا يعتبر أن عقد الاجتماع يتطلب ضمانات أمنية أميركية، ونحن مستعدون للدفاع عنه في حال أقدمت بغداد على أي عمل" عسكري. وأبدى تفاؤلاً بإمكان التئام اللقاء الموسع للمعارضة في حلبجة، مشدداً على عدم وجود أي تغيير في موقف "المجلس الأعلى" المعارض للمشروع الأميركي للتغيير في العراق. وتابع البياتي ان ريتشياردوني لم يطلب لقاءه في لندن. وعلم أن تيار الوسط ما زال يؤيد الترتيب لعقد الاجتماع الموسع ل"المؤتمر" والأطراف الأخرى المعارضة في لندن، في حين أبلغ الناطق باسم الحركة الإسلامية الكردستانية السيد إحسان عبدالعزيز "الحياة" ان "الحركة تملك أكثر من عشرة آلاف مقاتل، وهؤلاء قادرون على حماية الاجتماع، لذلك بادرنا إلى الدعوة لاستضافته في حلبجة". وذكر أن المدينة شهدت أول من أمس "احتفالاً ضخماً اثر الاندماج بين الحركة الإسلامية وبين حركة النهضة الإسلامية"، وحض المعارضة العراقية على "الاستفادة من التحول في الموقف الإيراني من بغداد، في ظل التوتر المتزايد بين البلدين، والذي تفاقم منذ اغتيال اللواء صياد شيرازي في العاصمة الإيرانية، وتحميل طهرانالعراق المسؤولية غير المباشرة بسبب سماحه بوجود قواعد لمنظمة "مجاهدين خلق" على أراضيه.