أجمعت مصادر متطابقة في المعارضة العراقية على ترجيح تحريك الرئيس صدام حسين قوات لتخترق كردستان، في حال عقد فيها مؤتمر "الجمعية الوطنية" ل"المؤتمر الوطني العراقي" المعارض. وبررت مصادر موثوق بها ترجيحها تأجيل المؤتمر الى منتصف ايلول سبتمبر بمخاوف من مضاعفات "استفزاز صدام"، وبالتالي البحث عن مكان خارج العراق لانتخاب القيادة الموسعة ل"المؤتمر". وكشفت اوساط اخرى ل"الحياة" ان وفد البنتاغون الذي التقى في لندن الاثنين الماضي القيادة الموقتة ل"المؤتمر"، ضم ثلاثة اعضاء بينهم مدير دائرة الشرق الأدنى في وزارة الدفاع الاميركية وموظف في رئاسة اركان القوات المسلحة، موضحة انه أثار ثلاث مسائل. وتحدثت عن "ضغوط واسعة" مارسها الكونغرس على ادارة الرئيس بيل كلينتون لاستعجال تطبيق "قانون تحرير العراق" خلال "الجدول الزمني الذي بات معروفاً، اي تغيير نظام صدام قبل انتهاء ولاية كلينتون"، في حين شددت مصادر مطلعة على ان "طهران التي تبدي مواقف ايجابية من المعارضة العراقية، ما زالت تتخوف من البديل الأميركي لصدام". وقاد حملة الضغط في الكونغرس زعيم الغالبية الجمهورية ترنت لوت، ورئيس لجنة الشرق الأدنى سام براون باك، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب جيسي هيلمز، وأسفرت عن ايفاد وفد البنتاغون الذي "ناقش مع قيادة المؤتمر تنفيذ قانون تحرير العراق". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الوفد جدد "امتناع واشنطن عن تقديم مساعدة فتاكة اسلحة، وركز على تقديم عون للمعارضة في مجال الاعلام والاتصالات، والتدريب في القضايا الادارية والقانونية والانسانية، وكذلك في تأسيس مقرات للمعارضة خارج العراق". ورجحت المصادر عقد الاجتماع الموسع ل"المؤتمر" في هولندا منتصف ايلول، علماً انه كان متوقعاً في تموز يوليو الجاري.. وبحسب اوساط المعارضة "لم ترد مصر والأردن والكويت على طلبات لاستضافة الاجتماع"، في حين ابدى حزب مسعود بارزاني الحزب الديموقراطي الكردستاني تحفظات واسعة عن عقده في كردستان، مشترطاً ضمانات اميركية. وفي سياق الرد على خطوات المعارضة توحيد صفوفها، علم ان بغداد جددت عرضاً للتفاوض مع بارزاني على اساس اعادة الاعتبار للحكم الذاتي للأكراد، لكن الحزب اعتبر ان تلك التجربة تجاوزها الزمن. الى ذلك ابلغ عضو القيادة الموقتة ل"المؤتمر" الدكتور احمد الجلبي "الحياة" ان واشنطن ما زالت تدرس تقديم "ضمانات بحماية كاملة للمعارضة، تمكّنها من عقد الاجتماع الموسع في كردستان، وانتخاب اعضاء الجمعية الوطنية". وأبدى اقتناعاً بأن "صدام سيقوم بتحرك عسكري اذا عادت المعارضة الى شمال العراق، ويحاول تكرار ما حصل عام 1996" في اشارة الى اجتياح الجيش العراقي اربيل. وأضاف الجلبي: "نسعى الى استعادة مواقعنا الميدانية في الداخل، وصدام لن يقبل بذلك، وبالتالي نصرّ على ضمانات اميركية واضحة بمنعه من التدخل في الشمال". واعتبر ان الاجتماع الموسع "يجب ان يكون جزءاً من مخطط عراقي، بغطاء اميركي، لاطاحة صدام". وأكد اتصالات منتظمة بين السفير الاميركي فرانك ريتشياردوني المكلف التنسيق مع فصائل المعارضة، وبين قيادة "المؤتمر"، مشدداً على "نجاح المؤتمر في توسيع قاعدته بصفته مظلة" لقوى وتيارات تسعى الى تغيير النظام. وذكر ان اجتماعات اخرى ستعقد في لندن الأسبوع المقبل مع تيار الوسط، منوهاً ب"الموقف الايجابي" لرئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" محمد باقر الحكيم من الجهود المبذولة لتوحيد تلك التيارات والقوى. وأضاف الجلبي انه زار السليمانية اخيراً، والتقى الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني الذي "يرحب بعقد الاجتماع الموسع في الشمال اذا تأمنت الضمانات الاميركية". وسئل عن الانتقادات العنيفة التي وجهها طالباني الى سياسة واشنطن، فأجاب انها "لحض ادارة كلينتون على الانتقال من مرحلة الكلام الى مرحلة الفعل".