أكد مسؤول في وزارة الخارجية الروسية تحدثت اليه "الحياة" ان لدى موسكو معلومات عن منظمات "ذات طابع اسلامي" تقدم الدعم لمن وصفهم ب"المتمردين" في داغستان، فيما اشار الرئيس بوريس يلتسن الى ان روسيا "لن تفقد القوقاز". وذكرت قيادة القوات الفيديرالية ان العمليات قد تنتهي خلال الاسبوع الحالي. وقال نائب المدير العام لدائرة الكومنولث في وزارة الخارجية الكسندر كوزين الذي كان سفيراً لروسيا في الخرطوم ل"الحياة" ان موسكو تنوي القيام بتحرك ديبلوماسي واسع في الدول الاسلامية لاطلاع قياداتها على حقيقة ما يجري في داغستان. وأكد ان الدين الاسلامي "يتناقض مع ما يقوم به سفاحون وتجار مخدرات وخاطفو رهائن". وزاد ان العمليات في غرب داغستان تقتضي اتفاقاً كبيراً على تدريب وتسليح ونقل مئات من المقاتلين. وتساءل "من اين الأموال؟". وأشار الى ان لدى روسيا معلومات عن دعم قدمته لهم "منظمة الانقاذ الاسلامية الدولية". و"منظمة المساعدة والتأييد لمسلمي القوقاز وتترستان". وذكر انه اجرى شخصياً اتصالات مع "الدعوة الاسلامية" و"الجهاد الاسلامي" وأكدت قيادات فيهما النية مساعدة "الاشقاء". ورداً على سؤال عن احتمال علاقة اسامة بن لادن بالأحداث قال كوزين "تتردد اسماء كثيرة". وأشار الى ان القوات الفيديرالية تمكنت من اسر عربي اسمه "حكيم" كان مساعداً للقائد الميداني المعروف "خطاب" الأردني الأصل الذي ذكر انه اصيب بجرح بالغ. وأشار الى ان الجهات المختصة ضبطت كميات كبيرة من المطبوعات والأشرطة السمعية "ذات الطابع التحريضي" والمعدة خارج روسيا. ومن جانبه اكد الرئيس الروسي ان الحديث عن احتمال فقدان القوقاز "مجرد ثرثرة" وذكر عند استقباله رئيس الوزراء الجديد فلاديمير بوتين امس ان وزارة الدفاع "يجب ان تلعب الدور الأساسي" في القضاء على المسلحين لكنه دعا الى عدم التقيد ب"مواعيد دقيقة". وفي تأكيد لنية موسكو توسيع دور القوات المسلحة اعفي من قيادة القوات الفيديرالية في منطقة القتال نائب وزير الداخلية فياتشيسلاف اوفتشينيكوف واسندت المهمة الى قائد قوات الجيش في شمال القوقاز فيكتور كازانتسيف الذي اكد ان "انعطافاً قد حصل" لمصلحة وحداته. وأشار وكيل وزارة الداخلية فلاديمير كوليسنيكوف الى ان الفيديراليين "يسيطرون على الوضع" وقد ينجزون مهماتهم في غضون يومين بعد ان تكبد المسلحون "خسائر فادحة". وذكر ان مستشفيات الشيشان "تغص بالجرحى" وقال ان عدد القتلى من الجانب الآخر بلغ 147 خلال اليومين الاخيرين. بيد ان صحفاً روسيا شككت في صحة الأرقام الرسمية وأشار مراسل صحيفة "موسكوفسكي كوسمولتس" في منطقة العمليات الى ان موسكو اعترفت بفقدان 14 قتيلاً فقط في حين ان 15 مظلياً لقوا مصرعهم خلال معركة واحدة. وأشارت صحيفة "انباء موسكو" الى ان المسلحين يستخدمون معدات متطورة بينها صواريخ "ستينغر - 2" التي لم يحصل عليها حتى بعض حلفاء الولاياتالمتحدة. في غروزني أ ف ب، اتهم الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الوحدات الروسية بالتوغل داخل اراضي هذه الجمهورية. واكدت السلطات في غروزني ان رتلا من المدرعات الروسية أحكم السيطرة على قرية براتسكوي شمال غربي الجمهورية قرب منطقة ستافروبول - جنوبروسيا وواصل تقدمه الى الاراضي الشيشانية. واضافت ان هذه المدرعات عادت ادراجها بعد ساعات عدة في اتجاه ستافروبول. وقد نفت وزارتا الدفاع والداخلية في موسكو اي توغل لوحداتهما في الشيشان. وقالت مصادر في غروزني ان وحدات روسية مدرعة كانت توغلت الاسبوع الماضي لفترة قصيرة في المنطقة نفسها في الشيشان، التي تعتبر نفسها دولة مستقلة عن روسيا منذ الحرب التي خاضتها ضد موسكو كانون الاول/ ديسمبر 1994-آب/ اغسطس 1996. ونفت موسكو هذه المعلومات. من جهة اخرى أكدت مجموعات الاسلاميين سيطرتها على قرية جديدة في داغستان حيث اوقعت معارك الليلة الماضية 10 قتلى و16 جريحاً في صفوف القوات الروسية، حسب المركز الصحافي للاسلاميين الكائن في غروزني. وافاد المصدر نفسه ان الاسلاميين الذين احتجزوا ضابطاً في فرقة المظليين الروس سيطروا على قرية تسيبيلتا في اقليم بوتليخ جنوب غربي داغستان على الحدود مع الشيشان الانفصالية. وأعلن المركز ان 15 قرية من اقليم بوتليخ المجاور لتسومادا باتت منذ الآن في أيدي الاسلاميين، ولكنه رفض ذكر اسماء هذه القرى. وذكر ان المواجهات استؤنفت امس قرب قرية اندي وبحيرة كازينويام على الحدود مع الشيشان حيث حشدت القوات الروسية وحداتها المدرعة. وقالت مصادر روسية في محج قلعة ان عمليات قصف الطيران ضد الاسلاميين تواصلت امس، من دون اي توضيحات اخرى.