بدأت القوات الفيديرالية، امس، عملية واسعة النطاق ضد مسلحين اعلنوا "دولة اسلامية" في داغستان، واعترفت موسكو باستخدام "مكثف" للطيران، فيما قرر مجلس الشورى تعيين القائد الميداني شامل باسايف "أمير حرب" وعين المواطن الأردني الأصل خطاب "قائداً لجيش المسلمين". راجع ص8 وبدأ تحرك القوات اثر اجتماع عقده رئيس الوزراء المكلف فلاديمير بوتين مع وزراء الدفاع والداخلية والأمن وسائر "هياكل القوة". وأكد بعده وزير الداخلية فلاديمير روشايلو ان الفيديراليين يقومون ب"تطهير" قضاء تسومادين في غرب داغستان، واثر انجاز المهمة سيبدأ ضرب القوات الأساسية للمسلحين في قضاء بوطليخ المتاخم للجمهورية الشيشانية. وذكر الوزير ان موسكو عازمة على "ابادة المتمردين" في موعد لا يتجاوز 10 - 14 يوماً. وكان وزير الدفاع ايغور سيرغييف أكثر حذراً حينما أشار الى ان "الوضع لا يزال معقداً لكنه لن يزداد تعقيداً". ويشرف على العملية الفيديرالية القائد العام لقوات الأمن الداخلي فياتشيسلاف اوفتشينيكوف الذي اكد قيام الطيران ب"ضرب مكثف" لتجمعات المسلحين، الذين قال ان عددهم في حدود 1200 شخص، الا انه من جهة اخرى أشار الى ضرورة قصف "طوابير السيارات والمدرعات لدى المتطرفين" وذلك في اعتراف بحيازتهم مثل هذه الاسلحة. وأشار الجنرال الى ان "المتمردين، شنوا هجوماً على محورين في تسومادين وبطليخ"، لكنه ذكر ان الهدف منه هو "صرف الانظار" عن المحور الرئيسي الذي لم يحدده، لكنه قال ان القوات الفيديرالية سبقت الاسلاميين في السيطرة على مواقع استراتيجية في ذلك المحور. ونقلت صحيفة "كوميرسانت" عن مصادر استخباراتية ان المسلحين ينوون مهاجمة العاصمة محج قلعة، وفي حال اخفاقهم في الاستيلاء عليها فإنهم يعتزمون اختطاف رهائن والمطالبة باستقالة القيادة الداغستانية مقابل الافراج عنهم. واعترف اوفتشينيكوف باصابة مروحية روسية ومصرع 10 من عناصر القوات الفيديرالية وجرح 27. وذكر ان الخصم تكبد "خسائر فادحة" قدّرها بعشرات القتلى ومئات الجرحى. ومن جانبه اصدر "مجلس الشورى" الذي كان اعلن الدولة الاسلامية بياناً، أمس، نصب باسايف الذي يعد من ابرز القادة الميدانيين الشيشانيين "امير حرب" وكلفه "قيادة المجاهدين الى حين طرد الكفار من ارض داغستان المقدسة". وبدوره اسند باسايف "قيادة جيش المسلمين" الى خطاب الذي نفت مصادر داغستانية انه أصيب بجروح. وأجرى مراسل وكالة "انترفاكس" مقابلة في موقع المعارك مع باسايف الذي قال ان "على روسيا ان تنسحب طوعاً من شمال القوقاز او ان المجاهدين سيرغمونها على ذلك". وذكر ان قواته اسقطت طائرة وأربع مروحيات وأصابت تسع مدرعات. وأضاف انها تطوق حالياً كتيبتين وان رجالهما امام خيارين "الاستسلام او الابادة". وأمر مجلس الشورى باعتقال رئيس مجلس الدولة الداغستاني محمد علي محمدوف بوصفه "خائناً لدين الله تعالى"، ودعا "المسلمين الذين يخدمون الكفار" الى اعلان التوبة في غضون ثلاثة أيام وبعد انقضائها "لا تقبل التوبة ويعتقل المرتدون". ومن جانبه وجه محمدوف نداء الى الشعب وصف فيه الاحداث الاخيرة بأنها "تحد وقح وسافر" للنظام الدستوري، وقرر استدعاء الاحتياطي وأرسل 1300 عنصر من الذين خدموا في افغانستان ومناطق توتر اخرى لدعم القوات الفيديرالية. ونفى رئيس البرلمان موخو علييف ان تكون بين المسلحين نسبة كبيرة من الداغستانيين، وقال "الغالبية من الشيشان والافغان والعرب والطاجيك". ورغم تأكيد محج قلعة وموسكو ان للشيشانيين ضلعاً في الاحداث فإن غروزني نفت هذه الاتهامات. وقال الممثل العام للجمهورية الشيشانية في موسكو مايربك فاتشاغايف ان غروزني "لا علاقة لها اطلاقاً" بما يجري في داغستان. وأضاف ان مشاركة مواطنين شيشانيين في القتال "هو شأنهم". وأوضح ان باسايف كان شارك في معارك ابخازيا وقره باخ وكان ينوي التوجه الى كوسوفو لدعم الألبان، ولكن ليس كممثل عن السلطات الرسمية في غروزني.