مع اشتداد ضراوة المعارك في داغستان بدأت حرب نفسية بين الطرفين، وأعلن المسلحون الاسلاميون تشكيل فرقة "لمعاقبة" رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين، فيما اكد الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربييف ان "ايام روسيا في القوقاز معدودة". في غضون ذلك اعلنت موسكو انها نجحت في "تطويق المتمردين"، وأكدت وزارة الداخلية الروسية ان قواتها واصلت ليل الجمعة - السبت قصفاً جوياً مكثفاً على مواقع المسلحين، وأحبطت محاولاتهم نقل امدادات الى قضاء بطليخ في غرب داغستان. لكن موسكو اعترفت بأن الطائرات الفيديرالية قصفت مواقع داخل الأراضي الشيشانية، بينها بلدة كنخي الحدودية. وأشار قائد قوات الأمن الداخلي في روسيا فياتشيسلاف اوفتشينيكوف الى ان "المرحلة الأساسية من العمليات" ستبدأ اليوم. وبعث وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف برسائل الى وزراء خارجية الدول الاسلامية اكد فيها ان "اي نوع من التأييد لأعمال الارهابيين" في داغستان ستعتبره موسكو "تدخلاً في شؤون روسيا يملي عواقب قانونية" راجع ص 8. واندلعت معركة ضارية استمرت ثلاث ساعات للسيطرة على تلال استراتيجية قرب الحدود، واعترفت موسكو بأنها تكبدت 4 قتلى و13 جريحاً، لكنها اكدت ان "العدو تكبد خسائر فادحة". وقال خبير عسكري ل"الحياة" ان القوات الفيديرالية "اتعظت من الدرس الشيشاني" فلم تزج في المعارك مجندين غير مؤهلين بل نقلت وحدات من "الكوماندوز" وقوات مكافحة الشغب، وتعد ل"ضربة حاسمة". لكنه لفت الى ان موسكو لن تتمكن من "انهاء المشكلة" هذا الشهر، متوقعاً انتقال المسلحين الى اسلوب حرب العصابات. ووجه "أمير الحرب" شامل باسايف نداء الى مسلمي داغستان، اكد فيه "استعادة السيادة الاسلامية في كل أراضي داغستان، بعد 140 سنة من الاحتلال". وشدد على انه وأنصاره قرروا حمل السلاح من اجل "الجهاد". وصدر في غروزني بيان باسم "المحكمة العسكرية للمجاهدين" اكد تشكيل فرقة لتنفيذ قرارات المحكمة الشرعية العليا للمجاهدين، بما فيها تلك التي تطاول رئيس الوزراء الروسي. واعتبر الناطق باسم وزارة الأمن الروسية الجنرال الكسندر زدانوفيتش البيان "جزءاً من ضغوط وحرب نفسية". وفي نداء الى شعوب المنطقة، اعتبر ياندربييف الذي يرأس "كونفيديرالية القوقاز ومنظمة الوحدة الاسلامية القوقازية" ان احداث داغستان تبرهن ان "ايام روسيا معدودة" في القوقاز. وتوقع "ان تطيح شعوب المنطقة الأنظمة العميلة"، مؤكداً انها "لن ترأف بمن لا يساند المسلمين".