كابول - أ ف ب، رويترز - نددت الاممالمتحدة امس بسياسة "الارض المحروقة" التي تنتهجها ميليشيا حركة "طالبان" في شمال كابول والتي ارغمت نحو عشرة آلاف شخص على الرحيل عن قراهم الى العاصمة في الايام الاخيرة. من جهة اخرى، كررت الحركة مطالبتها للقوات الموالية لزعيم المعارضة احمد شاه مسعود بالاستسلام واغتنام فرصة عفو عام. وصرحت الاممالمتحدة في بيان وُزّع على الصحافيين انها حصلت على معلومات من مصادر مباشرة تشير الى ان ميليشيا "طالبان" تحرق منازل القرويين في سهل شومالي قبل ان تأمرهم بالرحيل الى كابول. واضافت المنظمة الدولية نقلا عن عائلات وصلت الى العاصمة ان قوات الحركة الحاكمة "تحرق قرى بكاملها بالاضافة الى المحاصيل" في المنطقة التي استعادت السيطرة عليها الاربعاء الماضي في سهل شومالي، الذي تسعى الى الاستيلاء عليه منذ اواخر تموز يوليو الماضي من قوات المعارضة بزعامة مسعود. واعتبرت الاممالمتحدة انه من المتوقع حصول "نزوح كبير" للاجئين جدد في الايام المقبلة، وان ذلك سينطوي على "عواقب بشرية مأسوية". واعلن جوليون ليسلي المنسق الاقليمي لنشاطات الاممالمتحدة في كابول ان ما يحصل "رهيب". واضاف ان "طالبان" تنفي ممارستها لسياسة "الارض المحروقة" في تلك المنطقة. وكانت قوات الحركة قامت منذ الاربعاء الماضي بتمشيط كامل للمناطق التي سيطرت عليها اخيراً، وهي تشمل كالاكان وغولدورا وداكو واستاليف. وكان احد القادة العسكريين للحركة اعلن الخميس الماضي انها قررت التحرك "خطوة خطوة" في عملية السيطرة على سهل شومالي "لتفادي تكرار" خطأ الاسبوع الماضي. وبعد ان كانت الميليشيا استولت على السهل في 2 آب اغسطس الجاري وارغمت قوات مسعود على التراجع الى معقلها في سهل بانشير 100 كيلومتر الى الشمال من العاصمة، عادت وتراجعت الى مواقعها السابقة 25 كيلومتراً الى الشمال من كابول بعد هجوم خاطف نفذته قوات مسعود بعد ذلك بثلاثة ايام. في غضون ذلك، قالت صحيفة "شريعة" الاسبوعية الناطقة باسم حركة "طالبان" في افتتاحية امس ان "المنطق يقضي بأن تتخلى المعارضة عن عنادها لتنضم الى جيش الامارة الاسلامية ... وانتهاز فرصة العفو العام". وهذا هو ثاني عرض بالعفو تصدره "طالبان" هذا الشهر، ويتزامن مع حملتها العسكرية المستمرة ضد قوات مسعود. وقال الملا محمد عمر، الزعيم الاعلى ل "طالبان"، انه سيصون حياة قوات مسعود اذا استسلمت ولن يتم الانتقام منها. وتقول الحركة انه يتعين على مسعود الاستسلام والانضمام الى ما تسميه "امارة افغانستان الاسلامية". لكن زعيم المعارضة يقول انه يتعين على "طالبان" المشاركة في حكومة موقتة تضم كل الفصائل الإثنية لإنهاء 20 عاماً من القتال.