بعد 48 ساعة من الاعلان عنها، واجهت الهدنة التي رعاها المبعوث الاميركي بيل ريتشاردسون بين الأطراف الافغانية مخاطر جدية تمثلت في هجوم شنه القائد الطاجيكي احمد شاه مسعود على مواقع حركة "طالبان" شمال كابول. وابلغ مساعد لزعيم الحركة لپ"الحياة" ان "القوات الموالية لمسعود شنت هجوماً أمس على مواقعنا في تغاب وقندوز شمال شرقي كابول وأسرنا عشرة من عناصرها في تغاب". واعتبر المسؤول في "طالبان" ان الهجوم دليل على ان المعارضة غير جادة في إجراء حوار. ورأت مصادر ديبلوماسية في اسلام اباد ان مسعود يريد نسف الاتفاق كونه لم يحضر أو يشارك في المحادثات التي اجراها ريتشاردسون والوفد المرافق له مع قادة التحالف المناهض لپ"طالبان" في شبرغان الجمعة الماضي، كما عزز احتمالات فشل الهدنة، نفى زعيم "طالبان" ملا محمد عمر وجود أي اتفاق في هذا الشأن معتبراً ان القيادة في كابول تجاوزت صلاحياتها. ورفض ملا عبدالحي مطمئن مسؤول المكتب الثقافي لزعيم "طالبان" في قندهار التعليق على الاتفاق الذي رعاه ريتشاردسون. وقال ردا على سؤال لپ"الحياة": "عليكم ان تسألوا كابول". ورأى ان الحركة اتفقت على هدنة مع الاممالمتحدة وان زعيم "طالبان" مدد الهدنة لأربعة أيام مقبلة فقط. واضاف مطمئن محذرا "اما ان تقدم المعارضة اسماء ممثليها الى لجنة العلماء المقترحة لبدء الحوار وإلا فالحركة في حل من كل اتفاقاتها". وأوضحت المصادر الديبلوماسية في اسلام اباد ان مسعود وعبدالرب رسول سياف وقلب الدين حكمتيار لن يتمثلوا في المحادثات التي دعت الاممالمتحدة الى اجرائها في اسلام اباد بحلول نهاية الشهر الجاري والتي زار ريتشاردسون كابول والشمال الافغاني للتشجيع على اجرائها. وكان حكمتيار ومسعود رفضا المشاركة في المحادثات مع ريتشاردسون كونها تجري في شبرغان معقل قائد الميليشيات الاوزبكية عبدالرشيد دوستم. وعندما سألت "الحياة" ريتشاردسون عن ذلك، قال "لم أطلب لقائهما ولا أعتقد انني أريد مقابلتهما". وأبدى مراقبون مخاوفهم من ان الأطراف الافغانية تحشد قواتها تمهيداً لهجمات جديدة وهو ما تخوّف منه المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي حين أمضى اسبوعين في افغانسان. وأشار المراقبون الى أزمة ثقة بين الأطراف الافغانية خصوصاً وان "طالبان" رفضت استقبال المنسق الذي عينته الاممالمتحدة، في حين دعت باكستان المنظمة الدولية الى الحياد في التعاطي مع الأزمة الافغانية ومراعاة ثقافات وتقاليد البلدان المعنية. وكانت خلافات حادة برزت بين "طالبان" والاممالمتحدة أثناء تواجد مبعوثها الابراهيمي في المنطقة ما أسفر عن إجلاء المنظمة موظفيها من مناطق جنوب غربي افغانستان الخاضعة لسيطرة الحركة.