أكدت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة" امس حصول مفاوضات بين قيادة حركة طالبان الافغانية وبين مسؤولين عن الحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار، المقيم في طهران التي يصل اليها اليوم الحاكم العسكري الباكستاني برويز مشرف ليبحث مع المسؤولين فيها خصوصاً في القضية الافغانية. وأوضحت المصادر ان المحادثات بين "طالبان" والحزب الاسلامي وصلت الى خطوة متقدمة بعدما أمضى مندوبون عن حكمتيار في كابول ثلاثة أيام، اجروا خلالها مفاوضات مكثفة مع قيادة "طالبان" تناولت توحيد المواقف في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها الشعب الافغاني. وعلمت "الحياة" ان مندوبي حكمتيار، في كل من اسلام آباد الدكتور غيرت بهير ومندوبه في اميركا داود عابدي، هما اللذان توليا المفاوضات عن الحزب الاسلامي. ويرى المراقبون ان ثمة فرصاً لنجاح المفاوضات، بعد ابعاد "طالبان" مجموعة نصرالله منصور التي كانت تتخذ موقفاً متشدداً من الحزب الاسلامي وترفض أي تعاون معه. ويتوقع ان يواصل الجانبان محادثاتهما قريباً بعد ان يدرس كل فريق مواقف الفريق الآخر، لكن المراقبين يرون ان تأخير الحركة الحاكمة في كابول التعاون مع الآخرين قد يفوت الفرصة عليها في مواجهة الضغوطات الدولية التي تتعرض لها خصوصاً في ظل العقوبات الدولية التي فرضت عليها لرفضها تسليم اسامة بن لادن. من جهة أخرى، أعلنت "طالبان" انها أطلقت 450 سجيناً من سجن كابول لمناسبة حلول شهر رمضان. وعلم ان هؤلاء السجناء، وجميعهم من الذكور، من المعتقلين "السياسيين والعسكريين" الذين أسروا خلال المعارك التي جرت في تموز يوليو الماضي شمال كابول أو خلال "قيامهم بأنشطة تخريبية أو باتصالات مع المعارضة". وكانت قوات "طالبان" شنت في تموز الماضي هجوماً في سهل شامالي، شمال كابول صدته قوات المعارضة بقيادة القائد أحمد شاه مسعود التي تسيطر على اقليمين شمال شرقي البلاد وفي وادي بانشير الواقع على بعد نحو مئة كلم من العاصمة الأفغانية.