امام صاحب افغانستان - أ ف ب - أكدت مصادر المعارضة الافغانية ان الهجوم الذي شنته حركة "طالبان" ضد قوات قائد الميليشيات الطاجيكية احمد شاه مسعود في اقصى الشمال الشرقي للبلاد اسفرت عن نتائج هزيلة للحركة الاصولية الحاكمة في كابول التي لجأت، اثناء تراجعها، الى سياسة "الارض المحروقة". وأضافت المصادر ان "طالبان" فشلت في هجومها على معقل المعارضة في الشمال الشرقي على رغم تمكنها من فك الطوق الذي يهدد شمال العاصمة انطلاقاً من سهل شمالي. واكد مراسل وكالة "فرانس برس" ان القائد مسعود، آخر زعيم للمعارضة لا يزال يقاتل الحركة الاصولية، اخذ زمام المبادرة في سهل شمالي ونجح في وضع الحركة في موقف دفاعي. وقال القائد الاوزبكي محمد سرباز، الذي يتولى قيادة قوات مسعود في "امام صاحب" الواقعة في اقليم قندوز حيث خطوط المواجهة، "لقد استعدنا كافة الاراضي التي استولت عليها "طالبان" في مطلع تشرين الاول اكتوبر الماضي". وكانت "طالبان" سيطرت على هذه البلدة اضافة الى دشت عرشي وخواجاغار في اقليم تخار الشهر الماضي، الامر الذي اعتبر تهديداً مباشراً لخطوط مواصلات مسعود مع طاجيكستان، منفذه الوحيد الى الخارج. لكن "طالبان" ارغمت بعد مرور عشرين يوماً على الانسحاب، فأقدمت على حرق عشرات القرى الاوزبكية خلال تراجعها. وبات الآلاف من دون مأوى كما شاهد مراسل "فرانس برس". وأضاف سرباز ان "الجبهة هادئة في الوقت الحالي اذ ليس هناك معارك"، في وقت بدأ الشتاء القاسي في هذه المنطقة الجبلية الواقعة على الحدود مع طاجيكستان. وفي الواقع، انسحبت "طالبان" والقوات "النظامية" الطاجيكية التابعة لمسعود في الاسابيع الاخيرة من المنطقة، تاركة المكان لميليشيا محلية بقيادة سرباز. ويعيق الشتاء حركة الجنود، خصوصاً في الجبال حيث باتت الطرق مقفلة بسبب الجليد. وقال سرباز: "نجري اتصالات مع القائد احمد علم غول زعيم القوات التي تواجهنا"، مؤكداً رغبته في اقناعه بالانضمام الى قوات مسعود. لكنه اضاف "سأقوم بالهجوم عليه مجدداً اذا ما تلقيت أمراً بذلك". في الوقت ذاته، اكدت مصادر المعارضة ان مسعود يستعد لنقل الجنود باتجاه الشرق الى الجبال الواقعة في جنوب اقاليم سمنقان وبلخ وجوزان التي تقع بدورها الى الجنوب من طريق المواصلات الوحيد ل "طالبان" الذي ينطلق من قندهار في جنوبافغانستان الى مدينة مزار الشريف، كبرى مدن الشمال الافغاني. وكانت قوات "طالبان" اقتحمت مدينة سمنقان الاسبوع الماضي قبل ان تعاود الانسحاب لدى وصول تعزيزات لقوات مسعود. وشنت "طالبان"، التي تسيطر على 80 في المئة من البلاد، هجوماً على قوات مسعود مطلع الصيف الماضي في سعيها الى "الانتهاء مرة واحدة والى الابد من المعارضة" كما اكدت في حينها. وتمكنت الحركة في شمال العاصمة من دحر قوات مسعود التى تراجعت عشرات الكيلومترات وانتقلت خطوط المواجهة الى جبهة شاريكار-باغرام التي تبعد 50 كيلومتراً عن كابول. ولجأت طالبان خلال الهجوم الى سياسة "الارض المحروقة" فأحرقت، في الشمال كما في الجنوب، القرى والمواسم، الأمر الذي ادى الى انتقال آلاف اللاجئين الى المناطق الخاضعة لسلطة مسعود. وتؤكد المنظمات الانسانية العاملة في المنطقة تدمير عشرات القرى في اقليمي تخار وقندوز. واشار احد الناشطين في منظمة غير حكومية رفض الكشف عن اسمه الى احراق عشرين قرية و 2300 منزل في منطقة خواجاغار وحدها. واضاف ان "31500 شخص باتوا دون مأوى"، في حين تخوض منظمته سباقاً مع الوقت لتوفير اماكن لايوائهم قبل حلول الشتاء. ويسيطر مسعود حالياً على اقليمي تخار وبدخشان الجبليين غير المأهولين نسبياً بالاضافة الى شمال سهل شمالي.