"مستعد لخوض المعركة"، الجملة الاولى التي قالها رئيس الوزراء المكلف فلاديمير بوتين رداً على سؤال وجهه اليه الرئيس بوريس يلتسن عن "مزاجه" اثر تعيينه للمنصب خلفاً لسيرغي ستيباشين. ويجمع المراقبون على ان المعركة ستكون صعبة اذ ان بوتين لا يستند الى اي قوة سياسية باستثناء الكرملين الضعيف اصلاً. وعقد بوتين لقاء مع رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف الذي أعلن ان البرلمان سينظر في طلب رئيس الدولة المصادقة على تعيين الحكومة يوم الاثنين المقبل. ودعا عدد من الاقطاب المتشددين في المعارضة بينهم رئيس لجنة الامن البرلمانية فيكتور ايليوخين الى رفض طلب يلتسن ولو كان الثمن حلّ البرلمان. إلا أن سيليزنيوف أشار الى ان النواب قد يصادقون على التعيين للحصول على "فترة لالتقاط الانفاس" عشية الانتخابات المقررة في 19 كانون الاول ديسمبر المقبل. وأوضح رئيس لجنة الانتخابات المركزية الكسندر فيشنياكوف ان المجلس النيابي اذا رفض ثلاث مرات طلب رئيس الدولة فان من حق يلتسن حل البرلمان. وتوقع في هذه الحال ان تجرى الانتخابات العام المقبل. إلا أن بوتين التزم اجراء "انتخابات شرعية" ونفى بشدة ان يكون الكرملين يعد لاعلان حال الطوارئ لكنه لم يستبعد في حديث الى صحيفة "كومير سانت" امس فرض "نظام خاص" على الحدود الشيشانية بسبب احداث داغستان. وللمرة الاولى، حمّل بوتين سلفه ستيباشين مسؤولية الاخفاق في تطويق الاحداث، وذكر ان الرئيس اتخذ قرار اقالة الحكومة بهدف "تغيير الخريطة السياسية" لمواجهة التطورات في القوقاز. وتوقعت الصحف الروسية ان يستغل بوتين "خبراته" كوزير للامن لانزال ضربات بالقوى المعارضة للكرملين وخصوصا محافظ موسكو يوري لوجكوف الذي يعدّه يلتسن غريماً اخطر من الشيوعيين. وذكر منسق كتلة "الوطن كل روسيا" غيورغ بووس ان هذا الائتلاف الذي كان لوجكوف احد ابرز مؤسسيه، يمكن ان يعرض على ستيباشين "موقع شرف" في اللائحة الانتخابية، لكنه ذكر أن الرقم الاول فيها محفوظ لرئيس الوزراء الاسبق يفغيني بريماكوف الذي لم يحدد موقفه بعد. ومن الواضح ان وجود اثنين من رؤساء الحكومات السابقين وعدد من اكبر القادة الاقليميين في قائمة واحدة يشكل مصدر رعب للكرملين. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر مقرّبة من ستيباشين انه اجرى امس مشاورات. ولكن ليس واضحاً هل قبل عرض "الوطن كل روسيا". ويسعى بوتين لضمان تأييد هياكل القوة. واكد امس ان وزراء الداخلية والدفاع والامن سيتحفظون بمناصبهم. وقطع وزير الدفاع ايغور سيرغييف اجازته ليجتمع امس الى رئيس الدولة الذي قال ان الوزير "كان الى جانبي دائماً". ولم يستبعد رئيس النيابة العامة يوري سكوراتوف الذي قرر يلتسن "تعليق" مهامه، ان تعمد السلطة الى اعلان الطوارئ. لكنه قال ان مثل هذا القرار "سيكون نهاية لها". وشدد على ان اختيار بوتين لرئاسة الحكومة يعني ان يلتسن الذي فقد دعم النخب السياسية، قرر الاستناد الى "هياكل القوة".