انفجرت قنبلة موقوتة في بهو وزارة الداخلية على بعد ثلاثة كيلومترات من الكرملين الذي تعرض سيده لهجوم غير متوقع من رئيس الوزراء السابق سيرغي كيريينكو، مطالباً باستقالة الرئيس بوريس يلتسن واجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في وقت واحد. ولاحظ احد الزائرين صباح أمس الثلثاء كيساً مركوناً في بهو الوزارة فنبه رجال الأمن الذين استدعوا خبراء لفحصه، الا ان انفجاراً وقع اثناء تشغيل الروبوت لتعطيل اللغم. ولم تقع اصابات بفضل اجراءات احترازية منها اخلاء المبنى، الا ان النوافذ تهشمت. واعتبر الحادث الذي لم يُحدَّد المسؤولون عنه، تحدياً خطيراً لأجهزة الأمن، الا ان عدداً من المراقبين أشاروا الى ان تكرار مثل هذه الحوادث قد يعطي السلطة ذريعة لإعلان حال الطوارئ وحلّ البرلمان ومنع احزاب المعارضة. ولم يعد مثل هذا السيناريو مستبعداً في ضوء محاولات الكرملين التمسك بالسلطة وتمديد الولاية للرئيس بطريقة غير دستورية. ويدعم هذه المشاريع "المربع الذهبي" الذي يعد الحاكم الفعلي، ويضم مدير الديوان الرئاسي الكسندر تولوشين وإبنة الرئيس تاتيانا والبليونيرين اليهوديين بوريس بيريزوفسكي ورومان ابراموفيتش. وعقد "الرباعي" تحالفات مع القوى اليمينية المحدودة العدد الواسعة النفوذ، الا ان احد اقطاب هذا التيار، سيرغي كيريينكو، وجه طعنة غير متوقعة الى الرئيس، حين دعاه الى "انجاز مهمته بالانسحاب". وذكر رئيس الوزراء السابق ان الحديث عن "وريث" ليلتسن يناقض الدستور وقواعد المجتمع المدني وطلب من "حاكم" الكرملين ان يتولى شخصياً قيادة "عملية التسليم" ويبدأ بإعفاء 50 الف موظف في قمة الهياكل الفيديرالية قال عنهم انهم "فاسدون بسبب غياب الرقابة واكتناز الأموال من خصخصة السلطة". وهذا أول هجوم سافر على يلتسن من الجناح الذي كان وقف الى جانبه اثناء معركته مع اليسار في البرلمان. وفي أول تعليق على اقتراحات كيريينكو ذكر رئيس مجلس الدوما يفغيني سيليزنيوف شيوعي انه يؤيد استقالة يلتسن وإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في كانون الأول ديسمبر لكنه أكد ان الاقتراح "لا آفاق له لأن الرئيس لن يتنحى طوعاً". وهدد احد اقطاب كتلة "قضية اليمين" سيرغي يوشنكوف بوقف التحالف مع كيريينكو واعتبر دعوته الى إقالة يلتسن مخالفة لمبادئ اساسية اتفقت عليها القوى اليمينية. وذكر ان رئيس الوزراء السابق ربما اراد باقتراحه ان يدفع عن نفسه اتهامات بأنه "صنيعة الكرملين" وجهت اليه بعدما قاد حملة واسعة ضد محافظ موسكو يوري لوجكوف الذي انضم الى اليسار المطالب بتنحي رئيس الدولة.