واصلت المحكمة العسكرية اللبنانية أمس محاكمة شبّان من جزين كانوا ينتمون إلى "جيش لبنان الجنوبي"، الموالي لإسرائيل، وسلّموا أنفسهم إلى الجيش اللبناني، بعد إخلاء المدينة. وأصدرت ليلاً أحكاماً متنوعة في حق 21 منهم. ونقل الخوري عبده ابو كسم عن البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير مناشدته المسؤولين المعنيين "تطبيق العدالة والمساواة على جميع الشبّان الذين كانوا في "الجنوبي" وسلّموا أنفسهم إلى القضاء"، واعتباره "ان الجميع خضعوا للظروف نفسها ولا يجوز التفرقة في الأحكام التي تصدر عليهم". وأوضح ابو كسم انه التقى اول من امس رئىس المجلس النيابي نبيه بري واستمع الى كلامه على الموضوع، ونقله الى صفير. ونقل عن بري "رغبته في زيارة جزين برفقة البطريرك صفير يوم يزورها"، وقوله "ان الذين سلموا انفسهم يلقون معاملة جيدة، وأن الأحكام التي صدرت عليهم هي افضل الممكن لأنها تنطلق من مخالفة قانونية ارتكبوها، وتقابلها روح تسامح من الدولة". وقال ان صفير "على متابعة دقيقة ومستمرة لهذا الملف ويوليه عناية خاصة، ويعرف كيف يعامَل العناصر الموقوفون، ورأيه متقارب مع رأي الرئيس بري في هذه النقطة". وأثار النائب نديم سالم في مؤتمر صحافي عقده أمس وضع شبّان جزين الذين سلّموا أنفسهم إلى القضاء، وانتقد "إصرار المسؤولين على محاكمتهم من دون النظر إلى المعطيات التي تشكل أسباباً تخفيفية لهم". وسأل "هل كان علينا أن نطلب من الشبّان الذين سلّموا أنفسهم الى الدولة أن يسلّموا أنفسهم الى "حزب الله" لكي يُطلقوا بلا محاكمة؟". وسأل نواب الجنوب "لماذا لا يقومون بأي تحرك؟"، مذكّراً بمشروع عفو قدّمه النائب محمد رعد حزب الله "عن المتعاملين مع إسرائيل مجمّد في أدراج لجنة الإدارة والعدل النيابية من دون أن تعرف الأسباب". ودعا رئيس الجمهورية اميل لحود الى "إصدار مرسوم عفو خاص عن هؤلاء الشباب بعد صدور الأحكام النهائية في 9 أيلول سبتمبر المقبل".