أمل البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ان ينظر القضاء اللبناني الى قضية شبان جزين الذين كانوا منضويين في "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل وبقوا في المدينة بعد انسحابه وسلّموا انفسهم الى الجيش اللبناني، "نظرة مجردة". وكان البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في بكركي عاونه فيه المطران أنطوان نبيل العنداري والأب يوحنا الحاج والقيم البطريركي الأب زخيا باسيل، وحضره النائب نبيل البستاني ومدير مخابرات جبل لبنان في الجيش اللبناني العقيد جورج خوري ووفد من الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة. وألقى صفير عظة عنوانها "جميعكم اخوة"، اشار فيها الى "الاخوة المنسية"، مشدداً على "ضرورة ترسيخ المحبة في النفوس". وقال ان "التلازم القائم بين محبة الله ومحبة القريب ومحبة الاعداء والقول بأن الكلمة الاخيرة يجب ان تكون للمحبة، هذه تعابير قد يصعب فهمها على ناس اليوم، فكم بالاحرى ممارستها، واننا اذ نفرح مع لبنان بأكمله وعلى رأسه المسؤولون الرسميون بسقوط الحواجز التي كانت تحول دون عودة جزين الى حضن الدولة اللبنانية، نأمل ان ينظر القضاء اللبناني لقضية شبان المنطقة الذين استسلموا اليه ثقة منهم بعدالته، ان ينظر نظرة مجردة تأخذ قبل كل شيء بعين الاعتبار الاوضاع المأساوية التي كانوا يعيشون فيها والتي اكرهتهم في غالب الاحيان على ما لم يكونوا يرغبون فيه من اقوال واعمال، ومن فقد حريته فقد مسؤوليته ومن فقد مسؤوليته اصبح آلة بين يدي سواه وعهدنا بالميليشيات وبما كانت تلجأ اليه من اساليب لتجنيد من كانت تجند ليس ببعيد. نحمد الله على استعادة جزين حريتها بانتظار استعادة لبنان جميع اراضيه ومقوماته وفي رأسها الحرية التامة في مفهومها الصريح الصحيح". وبعد القداس، عرض صفير مع النائب البستاني اوضاع جزين وعودة المهجرين. وأمل الاخير في تصريح له ان "يراعي القضاء اللبناني قضية الشباب الذين سلّموا انفسهم اليه وان يكون عادلاً ومنصفاً في محاكمته". وعن عودة المهجرين، قال "سقط في خطة عودة المهجرين جزء اساسي يتعلق بعودة الشباب، اليوم يعيدون الاصول الذي لا يقل عمر اصغرهم عن 60 عاماً وهؤلاء بعد 10 او 25 عاماً سوف ينتهون والجبل يكون عندئذ، كما قررنا اليوم، فارغاً من ابنائه، فهل هذا هو المطلوب ولماذا؟ اين عودة الشباب؟ وماذا تفعل الدولة ازاء ذلك؟ هناك قرى قبض فيها قسم من الشباب وقسم آخر لم يقبض، آمل ان تعيد الدولة النظر وترى من اين ستأتي بالمال، فهذه هي مسؤوليتها حتى نتمكن من اعادة الاصول والفروع من دون استثناء". ورحب صفير بوفد الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة الذي يعقد اجتماعاته في لبنان. وقال ان "لبنان كان وسيبقى بلداً نموذجياً للعالم في التعايش بين الاديان".