التزم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الصمت بعد المباحثات التي اجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك صباح أمس في الاسكندرية، والتي تمحورت حول اقتراحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الداعية الى تأجيل تنفيذ انسحاب المرحلة الثالثة من اتفاق "واي ريفر" ودمج انسحاب هذه المرحلة مع مفاوضات الحل النهائي المتعلق بقضايا القدس وعودة اللاجئين والمستوطنات والمياه والحدود وسواها. وطرح صمت عرفات احتمال وجود تباين في وجهات النظر بين الطرفين، حيث سبق للقادة الفلسطينيين التصريح برفض اي تغيير في الاتفاق والاصرار على تنفيذه كاملاً ومن دون اي ربط مع مفاوضات الحل الدائم، بينما أوحت تصريحات المسؤولين المصريين، بعد الاجتماع الذي تم بين مبارك وباراك قبل يومين، انهم مرتاحون لموقف باراك، وانه سينفذ الاتفاق، وان مهلة الاسبوعين لدراسة الاقتراحات التي قدمها الى الفلسطينيين ليست مشكلة. وزاد من احتمال وجود هذا التباين، التصريحات التي ادلى بها في القاهرة فاروق القدومي ابو اللطف رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، والموجود هناك من اجل حضور اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والذي بدأ مساء امس، فقد قال القدومي ل"الحياة" "ان كل حكومة اسرائيلية جديدة تسعى الى اعادة التفاوض حول ما سبق الاتفاق عليه مع الحكومة السابقة، وان باراك وسلفه بنيامين نتانياهو وجهان لعملة واحدة". وقال هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قبل بدء اجتماعات اللجنة مساء أمس "اننا نرفض اي تعديل على اتفاق واي ريفر، وسترسم اللجنة المركزية خطوات التفاوض المقبلة، وستبحث في الاعداد لمفاوضات الوضع النهائي". ولكن مسؤولاً مصرياً رفيع المستوى رفض ذكر اسمه، قال ل"الحياة" ان "القاهرة ابلغت باراك رفضها دمج المرحلة الانتقالية مع المرحلة النهائية للمفاوضات، وان ربط تنفيذ المرحلة الثالثة لاعادة الانتشار مع مفاوضات الوضع النهائي مرفوضة سلفاً". وقال: "ان باراك وعد دراسة الامر والرد عليه". وكان مبارك وعرفات عقدا جلستي محادثات الاولى ثنائية اقتصرت علىهما، والثانية موسعة حضرها من الجانب المصري وزير الخارجية عمرو موسى والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز ومن الفلسطينيين وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث، والسفير الفلسطيني لدى مصر زهدي القدرة والمستشار الاعلامي نبيل ابو ردينة. وبدا الرئيس الفلسطيني في صحة جيدة مفنداً الشائعات التي ترددت منذ يومين بخصوص مرضه ودخوله احد المستشفيات في قطاع غزة في حالة صحية سيئة. وامتنع عرفات عن الادلاء بأي تصريحات في اعقاب لقائه مبارك ومحادثاته موسى، وغادر الاسكندرية الى القاهرة لحضور اجتماعات اللجنة المركزية لحركة "فتح" مساء امس والحوار مع الجبهة الشعبية اليوم. وكان قدومي، احد قيادي اللجنة المركزية ل"فتح" في الخارج، وصل الى القاهرة مساء اول من امس ورفض المساس باتفاق "واي ريفر". وقال: "نحن لا نريد اتفاقات جديدة وعلى باراك تنفيذ الاتفاقات من دون ارجاء أو تعديلات، والايام المقبلة ستكون الفاصلة في الحكم على باراك". وكانت القيادة الفلسطينية دعت ليل الجمعة - السبت اسرائيل الى تطبيق اتفاق واي في مهلة "لا تتجاوز الثلاثة اسابيع" واعتبرت انه "من غير الممكن ومن غير المجدي فتح هذه الاتفاقات واعادة التفاوض حولها".