وجه رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي انتقادات شديدة الى الولاياتالمتحدة والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على خلفية اتفاق واي ريفر، واتهم الحكومة الاسرائيلية ب "العنصرية"، مؤكداً أن التسوية السياسية على المسار الفلسطيني "باتت من دون مرجعية". وكان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى التقى القدومي في القاهرة أمس في أعقاب اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس ياسر عرفات انتقد الأخير خلاله الشروط الاضافية التي تضعها اسرائيل لتنفيذ الاتفاق. وقال القدومي بأن "اسرائيل تفرض شروطها على الفلسطينيين" وأن "الإدارة الأميركية لم تبذل الجهد الضروري لإنقاذ عملية السلام وخضعت لضغوط لجنة الشؤون العامة الأميركية - الاسرائيلية ايباك والقوى اليهودية في الادارة الاميركية". ووصف قدومي اتفاق "واي ريفر" بأنه اتفاق أمني أدى إلى دخول عملية السلام الى مأزق خطير. وتابع: "اسرائيل انهت مرجعية مدريد وأصبحت التسوية على المسار الفلسطيني من دون مرجعية تسير وفق ما تمليه اسرائيل من دون وجود أي معارضة دولية". في غضون ذلك، غادر المستشار السياسي الاسرائيلي عوزي أراد القاهرة أمس عائداً الى اسرائيل خالي الوفاض بعد فشله في إقناع المسؤولين المصريين بالتدخل على المسار الفلسطيني لإقناع السلطة الفلسطينية بطلبات اسرائيلية جديدة. وكان أراد التقى مساء أول من أمس وزير الخارجية المصري في أعقاب لقائه المستشار السياسي الدكتور اسامة الباز في حضور سفير اسرائيل لدى مصر تسيفي ميزئيل. وشدد في تصريحات صحافية على ضرورة تنفيذ الفلسطينيين تعهداتهم وفق مبدأ التبادلية. ونفى قيام الحكومة الاسرائيلية بوضع شروط جديدة لتنفيذ مذكرة واي ريفر. وقال: "الاتفاق جاء بعد 10 أيام من المفاوضات، لكنه لا يحوي كل التفاصيل، وكل من الطرفين له الحق في تفسير النص في إطار ما تم في الولاياتالمتحدة، وهذا لا يعني الرجوع عما تم إقراره والتوقيع عليه". وأشار ضمناً إلى عزم حكومة اسرائيل على عدم تنفيذ اتفاق "واي ريفر" في مواعيده التي تم إقرارها. وقال: "هناك نصوص في الاتفاق لا تزيد على ثلاثة سطور وتطبيقها يحتاج الى مزيد من المحادثات". ولفت إلى أن محادثاته في القاهرة تناولت إمكان استئناف المحادثات على المسارين السوري واللبناني. وقال: "يجب أن يتحلى الجميع بالبراغماتية ونهج السلوك العملي وإدراك أن السلام يعد أفضل البدائل"