"أصوات أخرى، غرف أخرى" اخراج: دايفيد روكسافاج على الرغم من أن قلة من أعمال الكاتب الأميركي ترومان كابوت، نقلت الى الشاشة، فإن كابوت اعتبر نفسه، دائما، محظوظاً معها، ولا سيما منذ حوّل ريتشارد بروكس كتابه الأشهر "بدم بارد" الى فيلم اعتبر علامة في مجاله. اليوم تعود السينما من جديد الى عمل لكابوت، هو روايته الأولى "أصوات أخرى، غرف أخرى"، لتقتبس منها فيلما قد لا يحقق نجاحاً تجارياً كبيراً، لكنه بالتأكيد سيكون ذا حظوة لدى النقاد. الفيلم الشبيه بالسيرة الذاتية يحدثنا عن محاولة يقوم بها فتى لكشف الأسرار المحيطة باختفاء ابيه. وفي موضوعه هذا يشبه الفيلم "وسط البرازيل" و"صيف كيكيجارو"، لكنه يختلف جذرياً بعد ذلك في التفاصيل، لأن فيلماً مأخوذاً عن نص لترومان كابوت، لا يمكنه إلا أن يداعب الحلم الأميركي، ولو من خلال حكاية شديدة الخصوصية. وداعاً يا حبي اخراج رولاند جوفي بعد غياب طويل، يعود مخرج "حقول النار" و"المهمة" رولاند جوفي في فيلم جديد، عن موضوع شديد المعاصرة، ولكن بات من النادر للسينما ان تتطرق اليه: موضوع الانتهازية والغدر والصعود. أي كل تلك الأمور التي باتت "اخلاق" اليوم في عالم الحداثة تسمح بها، كما تسمح بارتكاب الجرائم، على مذبح الانتصار الفردي. غير ان النتيجة لم تأت على قياس ما كان جوفي يأمله من فيلم معاصر، وربما يعود السبب الى ان السيناريو نفسه عرف العديد من التقلبات، وان الموضوع ضاع في نهاية الأمر بين نوع من الكوميديا السوداء، وعالم التشويق، وسط حكاية عائلية قد يصعب على المرء فهمها من خلال مشاهدة أولى للفيلم، كما يستحيل عليه مشاهدة الفيلم غير مرة، رغم جمال باتريسيا آركيت، بطلة الفيلم، الأخاذ. بلاد رعاة البقر اخراج: ستيفن فريرز المخرج الانكليزي ستيفن فريرز الذي يعمل في الولاياتالمتحدة منذ فترة لا بأس بها من الزمن، اختار هذه المرة ان يحقق فيلماً عن رعاة البقر. صحيح ان هذا العالم غير عالمه، هو الذي برع، خاصة، في الأفلام الاجتماعية البريطانية، ثم في أفلام العنف الذهني. لكنه في نهاية الأمر، بدا واضحاً انه يختبئ خلف هذا الموضوع الشعبي، لتقديم عمل جديد ينتمي اليه: يدور من حول نضال مزارعين في الغرب الأميركي، بعد الحرب، لكي يتمكنا من الحفاظ على مشروعهما الصغير في وجه الاحتكارات الضخمة التي أتت لتبتلع كل شيء. ويعلق النقاد الذين تناولوا هذا الفيلم بالمدح، أن عمل فريرز ها هنا، عمل رائد لأنه يحاول أن يكتشف عالماً غير معروف لديه، ولكن ندر لفن السينما نفسه ان تناوله أيضاً. ومن هنا أهمية هذا الفيلم.