يوم 6 نيسان (ابريل) 2009، حدثت في ايطاليا هزة أرضية عنيفة، قد تكون نسيت اليوم خارج هذا البلد بعض الشيء، لكنها وكما تقول لنا المخرجة المنشقة والغاضبة كوتزانتي في هذا الفيلم العنيف والذي لفت الأنظار حقاً خلال عرضه في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» دفعت كثر الى التفكير في ما وراء الحادثة نفسها.. الى ايطاليا اليوم، ايطاليا بيرلوسكوني واليمين في شكل عام. من هنا، ينطلق هذا الفيلم من سؤال تفترضه المخرجة بسيطاً وبديهياً، أي حان أوان طرحه: لماذا تصوت ايطاليا في زمننا هذا لسيلفيو بيرلوسكوني؟ والجواب واضح في الفيلم: بسبب قوة الدعاية السياسية، بسبب احساس الايطاليين بالعجز، بسبب نظام اقتصادي هش، كما بسبب ألعاب سلطوية غير شرعية. وهذا كله، كما تقول لنا المخرجة، انما ينكشف أمامنا ان نحن قمنا بالتحقيق في الوضع الإيطالي على ضوء الهزة الأرضية. } «حنين الى النور» اخراج: باتريسيو غوسمان - فيلم تسجيلي مع صوت المخرج قبل سنوات قليلة أطل علينا المخرج السينمائي الشيلي المناضل، وصديق الرئيس سلفادور اليندي بفيلم روى لنا، خلال زمن مسهب، حكاية اليندي وانتخابه على رأس الحكم الشعبي اليساري في السبعينات والانقلاب العسكري الذي قاده ضده رجل الاستخبارات الأميركية بينوشيت وضباطه الفاشيون. اليوم، في هذا الفيلم الجديد يبدو غوسمان راغباً في الابتعاد عن موضوعه التاريخي الأثير، اذ يصعد الى أعلى الجبال في بلاده، ليصور علماء فضاء آتين من شتى أنحاء العالم ليجتمعوا في صحراء آثاكاما ويراقبوا النجوم... أما هو فإنه، إذ يرافقهم يصور موعدهم مع الكون، لكنه يصور ايضاً جفاف الأرض وبقايا الحضارات القديمة، كما بقايا الناسكين والرهبان الذين أقاموا هناك في الأزمان الخالية... وكل هذا اضافة لعظام وبقايا السجناء السياسيين الذين اقتادهم رجال بينوشيت الى هناك وقتلوهم.. وعلى هذا لا يكون ابتعاد غوسمان عن موضوعه سوى وهم كبير. } «السيرة الذاتية لنيكولاي تشاوشيسكو» اخراج: اندريه اوجتسا - الدوران الرئيسان: تشاوشيسكو وزوجته من ناحية مبدئية يعتبر هذا الفيلم نوعاً من اعادة تركيب - موفقة انما تحمل رغماً عنها شيئاً من الحنين الخفي الى ماضٍ ما! - للسيرة الذاتية للديكتاتور الروماني السابق الذي اقتلعته ثورة بوخارست قبل أكثر من عشرين سنة وأعدمته غيلة مع زوجته التي شاركته ديكتاتوريته ومصيره. غير أن الفيلم في وقت نفسه يمكن أن يعتبر أيضاً، بحسب نقاد تناولوه، نوعاً من التمرين الأسلوبي، الذي يؤكد أن في امكان فن السينما ان يستخدم ما قد يتوافر له من صور ومشاهد ملتقطة من الحياة الفعلية لرسم صورة ما - ذاتية في غالبيتها - لحياة شخص معين. والفكرة نجحت، حيث استخدم المخرج هنا مشاهد كان تشاوشيسكو التقطها بنفسه للحظات معينة من حياته، كما طلب من آخرين أن يلتقطوها له، لتركيب ما يمكن حقاً أن يُنظر اليه على أنه سيرة ذاتية لرجل كان يحب الحياة والسلطة ... والسينما أيضاً. } «ثمارا درو» «اخراج: ستيفن فريرز - تمثيل: جيما آرترستون - روجيه آلام تعتبر شخصية «ثمارا درو» من أشهر شخصيات الشرائط المصورة، الموجهة الى الكبار بخاصة في انكلترا اليوم. وإذ يحولها ستيفن فريرز، الآن، الى فيلم سينمائي روائي، تعيش هذه الشخصية حياة ثانية، إذ تكشف، عبر الصور الفعلية، لا عبر الرسوم واحدة من أجمل فتيات لندن بدايات القرن الجديد «بأنفها الذي أجريت له عملية جراحية، وساقيها اللتين لا تنتهيان وتطلقها الى الشهرة، ثم بخاصة قدرتها الفائقة على تحطيم القلوب». فكيف إذا قررت يوماً أن تتابع عملها الصحافي ليس في العاصمة، بل في بلدتها الريفية الصغيرة التي تعيش في آخاء وسلام منذ سنوات؟ ماذا يحدث لنساء القرية ولرجالها اذ تعود بكل جمالها وتألقها؟