«نظام الأشياء» إخراج: آندريا سيغري - تمثيل: باولو بيربون، جوزيبي باتيستون عام 2010، كان مخرج هذا الفيلم لفت الأنظار بعمل مميّز عنوانه «فينيسيا الصغيرة» يرسم فيه ملامح علاقة تقوم في مدينة البندقية بين مهاجرة سرية صينية وصياد سلافي. وها هو اليوم يعود موسعاً دائرة اهتمامه هذا نفسه في هذا الفيلم الجديد، حيث يتابع حكاية شرطي إيطالي يُرسَل إلى ليبيا التي تعيش مجازرها وتقلباتها، لكي يسعى إلى إقناع أولي الأمر فيها بالإبقاء على المهاجرين السريين بعيداً من الأراضي الأوروبية. ويقوم رجل الأمر بالمهمة في شكل صارم غير تارك أي شيء يصرفه عنها... ولكن، حتى اللحظة التي يلتقي فيها صبية صومالية، تبدل له من كل مواقفه واتجاهاته. وعلى الرغم من هذا، إلّا أن النقاد رأوا أن الفيلم سياسيّ لا غرامي! «جزيرة السفينة الحربية» إخراج: ريو سونغ وان - تمثيل: هوانغ جونغ مين، سو جي سوب حسناً، خارج إطار صعوبة معرفة هذه الأسماء الكورية والحاجة إلى زمن قبل الاعتياد عليها، يبدو أن لدينا هنا واحداً من أضخم الأفلام التي حُققت خارج السينما الأميركية والهندية، خلال السنوات الأخيرة. لكن ضخامة الفيلم ليست ميزته الوحيدة، فهو أيضاً فيلم قوي بحسب النقاد الأوروبيين في الأقل الذين يقارنونه بأعمال دايفيد لين وسيرجيو ليوني. ولمعرفة ما إذا كان هذا صحيحاً، ليس على المرء إلّا تكريس ساعتين ونيّف من وقته لمتابعة حكاية تدور حول محاولة هرب من التجنيد الإجباري في اليابان يقوم بها عدد من عمال مهاجرين كوريين كانوا قصدوا هذا البلد للعمل، فوجدوا أنفسهم جنوداً مضطرين للدفاع عن بلد يعادي بلدهم! «الرحمة» إخراج: جيمس مارش - تمثيل: كولن فيرث، ريتشل فايتز بعدما قدم لنا خلال الأعوام السابقة فيلمين ينتميان إلى نوع غير معهود من «أفلام السيرة» - البيوبيك - ها هو جيمس مارش يجعل من فيلمه الجديد هذا جزءاً من «ثلاثية» تتحدث أفلامها عمن يمكن تسميتهم «رجالاً أكبر من الحياة». فهو بعدما قدم فيلماً عن حياة البهلوان الفرنسي فيليبب بوتي - المغامر، عابراً المسافات بين ناطحات السحاب، أو متسلق البنايات العملاقة - ثم فيلماً آخر عن العالم الإنكليزي الأعجوبة ستيفن هاوكنز، الراحل عن عالمنا قبل أيام، ها هو هنا يتنطح لشخصية عجائبية ثالثة هي، أيضا الإنكليزي، دونالد كراوهرست الذي خاض رهاناً كبيراً حين، من أجل إنقاذ مؤسسته وعائلته، أبحر حول العالم وحيداً في مركب صغير... لتكون مغامرته واحدة من أعجب المغامرات في القرن العشرين. «أميركا» إخراج: كراوس دركسل - تمثيل: بعض سكان أميركا العميقة. في هذا الفيلم الوثائقي الذي تقل مدة عرضه عن ساعة ونصف الساعة على رغم أن موضوعه يحتمل ضعفي هذه المدة، يتجول السينمائي دركسل الذي سبق أن قدم لنا متشردي باريس في فيلم تحقيق سابق له، يتجول هذه المرة في أميركا العميقة، وبالتحديد في قلب ولاية آريزونا، وذلك خلال الأسابيع السابقة مباشرة لانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وتحديداً بفضل أصوات هذا النوع من السكان المنغلقين على أنفسهم. والحال أن هذا الفيلم يرينا، وبكل وضوح، العوامل التي أدت إلى فوز ترامب المذهل، حتى وإن لم يكن هذا الفوز متوقعاً حقاً في ذلك الحين. بكل بساطة، يرينا الفيلم كيف أعطت أميركا الريفية الفوز لترامب الآتي من همجية الاقتصاد المديني.