جددت إسرائيل موقفها الرافض للإنسحاب الى حدود الرابع من حزيران على الجبهة السورية، مدعية ان دمشق تطالب بأراض "إحتلتها" من الدولة العبرية. وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي ديفيد ليفي الولاياتالمتحدة بممارسة مزيد من الضغط على سورية. في غضون ذلك اعلن وزير الدفاع السوري العماد اول مصطفى طلاس امس ان "احياء المباحثات على المسارين السوري واللبناني يتطلب التزاماً واضحاً ودقيقاً من الحكومة الاسرائيلية بالانسحاب الكامل من الجنوب اللبناني وكامل الجولان". وقال طلاس خلال جولة تفقدية للقوات السورية المنتشرة في لبنان: "العودة الى خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967". وقال ليفي في تصريح للإذاعة الإسرائيلية أمس: "لنقل من دون كلمات ديبلوماسية اننا نحتاج الى ضغط من الرئيس الأميركي بيل كلينتون على الرئيس السوري حافظ الأسد لعقد لقاء بينهما لإحراز تقدم على المسار السوري"، مشيراً الى أن واشنطن ترفض حتى الآن ممارسة الضغط على دمشق في هذا الشأن. ووصف حاييم رامون الوزير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك الموقف السوري المتشبث بضرورة التزام الدولة العبرية بالإنسحاب الكامل من هضبة الجولان المحتلة بأنه "غير منطقي"، وقال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية: "المشكلة التي نواجهها مع الرئيس السوري هي أنه يريد ان يعطي أقل مما أعطاه الرئيس المصري السابق أنور السادات في ما يخص الترتيبات الأمنية والعلاقات ويريد أن يأخذ أكثر مما أخذه السادات في ما يتعلق بالإنسحابات الإقليمية". وأضاف: "إنه حقاً أمر غريب انه الأسد يريد منا أن نعيد اليه جزءاً من أراضٍ إحتلها منا في العام 1967". وزاد: "هناك صيغة للمفاوضات وضعها باراك وهو في المعارضة وإتبعها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين وهي: عمق الإنسحاب بعمق السلام وبعمق الترتيبات الأمنية ولا أعتقد أنه يجب رسم الحدود بيننا مسبقاً". ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصدر أردني قالت أنه مطلع على جهود الوساطة التي يبذلها العاهل الأردني الملك عبدالله بين سورية وإسرائيل، أن باراك "يوافق على الإنسحاب من الجولان السوري الى خطوط الرابع من حزيران مع تعديلات طفيفة". وأضاف المصدر ذاته أن الرئيس السوري طلب من باراك "إحترام التزامات إسحق رابين بالإنسحاب الكامل من الجولان الى خطوط ما قبل حرب 1967"، موضحاً أن الخلاف في المفاوضات كان حول الترتيبات الأمنية وليس حول الحدود. وقال المصدر الأردني أن موقف باراك الذي لم يستبعد "الإقتراح السوري" مكّن من تبادل الرسائل بين الجانبين بواسطة العاهل الأردني. وأقترح باراك في الوقت ذاته إجراء "تعديلات طفيفة على حدود الرابع من حزيران لأغراض أمنية كقاعدة للتسوية". وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الأسد إقترح استئناف المفاوضات مع إسرائيل على أساس "تقرير داخلي" أعدّه الأميركيون بعد وقف المفاوضات وصاغه المبعوث الاميركي الخاص بعملية السلام دنيس روس وسلمه الى الرئيس بيل كلينتون لإطلاعه على التفسير الأميركي لما أنجز على المسار السوري في عهد رابين. واضافت أن التفسير الأميركي غير المقبول إسرائيلياً هو أن "اقتراح رابين الإنسحاب لم يكن التزاماً بل قاعدة للتفاوض" ووافق الأسد، حسب المصدر ذاته، على بدء المفاوضات مع إسرائيل في العام 1994 بعدما أبلغه وزير الخارجية الأميركي في حينه وارن كريستوفر في تموزيوليو من العام نفسه أنه "اذا استجاب مطالب إسرائيل في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية والتطبيع فإنها ستوافق على الإنسحاب الى خطوط حزيران 1967". وتطابقت تصريحات صحافية أدلى بها وزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين مع تصريحات المصدر الاردني اذ رفض القول أن خطوط الحدود الدولية تشكل "خطاً أحمر"، وقال رداً على سؤال: "من المريح لي أكثر أن أقول أن حدود الرابع من حزيران يونيو هي خط غير شرعي ولا أريد أن أراه في نهاية المفاوضات".