سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تكشف سر "الوديعة" وتنشر النص الحرفي ل"أهداف الترتيبات الأمنية ومبادئها" بين سورية واسرائيل . كلينتون في رسالة الى الأسد :التزام رابين في جيبي وليس مناسباً اعلانه
في 6 حزيران يونيو 1995 تلقى الرئيس السوري حافظ الأسد رسالة من نظيره الأميركي بيل كلينتون حملها إليه منسق عملية السلام الأميركي دنيس روس جاء فيها ما حرفيته: "مثلما قلت لك في دمشق، وكما أكدت لوزير خارجيتك، ان في جيبي التزاماً من رئيس الوزراء اسحق رابين بالانسحاب الكامل الى خط 4 حزيران 1967..."، وتضيف الرسالة انه "ليس من المناسب الكلام عنه - أي الالتزام - علناً". كان ذلك عشية توجه رئيسي الأركان السوري حكمت الشهابي والاسرائيلي امنون شاهاك الى واشنطن. هذه واحدة من النقاط التي تضيفها المعلومات الجديدة الى "قصة الوديعة" والتي تؤكد، بشكل لا يقبل الجدل، ان رابين لم يطرح سؤالاً افتراضياً وانما قدّم التزاماً واضحاً بالانسحاب من الجولان السوري المحتل الى ما وراء خط 4 حزيران. وهذا الالتزام مسجل في المحاضر السورية والأميركية وموجود في ملفات مجلس الأمن الوطني. راجع ص 3 في أوائل آب اغسطس 1993 نقل وزير الخارجية الأميركي الأسبق وارن كريستوفر التعهد الى الأسد. وفي تموز يوليو 1994 تم توضيح ان المقصود بالانسحاب الكامل ليس الحدود الدولية وانما خط 4 حزيران. ولأن رابين وكلينتون والأسد، وقلة من معاونيهم، كانوا على علم بالموضوع فإن دمشق وافقت على الاستمرار في المفاوضات. كانت تل أبيب تطمح، مقابل هذا التعهد، الى الحصول على مكاسب أمنية كبيرة. ولما عرضت "الحزمة" على الأسد، من جانب كريستوفر، قابلها بغضب معتبراً ان رابين "بدل الانسحاب من الجولان يريد احتلال كل سورية... ونزع سلاحها وحرمانها من القدرة على الدفاع عن النفس". أدى هذا الاعتراض الى بدء مفاوضات قادت الى اتفاق - اطار حول الترتيبات الأمنية يحدد أهدافها ومبادئها العامة. وحصلت "الحياة" على نص هذه "اللاورقة" التي تنشرها للمرة الأولى، والتي تفيد بأن سورية نجحت من خلالها في وضع سقف للمطالب الاسرائيلية في هذا الخصوص وانتزعت مبدأ "التساوي والتكافؤ والتقابل". تشكل "وديعة رابين" و"أهداف الترتيبات الأمنية ومبادئها" دعامتي الموقف السوري التفاوضي كما استمر حتى مطلع 96. وعندما تقول دمشق انها تريد للمفاوضات ان تبدأ من حيث توقفت، فإنها تشير الى "الوديعة" والترتيبات.